الخميس 26 ديسمبر 2024

حكاية تميم الداري وما راي من عجائب

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

كتاب يقرأه وهو صحف موسى وإبراهيم عليهما السلام وقد فهم كلا م العرب. فسلمت عليه فرد علي السلام وقال من أنت يا هذا ومن أي أمة فأخبرته بقصتي من أولها إلى آخرها وقال لي يا هذا لقد رأيت عجبا عظيما وقد سمعنا بذكر محمد ص في كتابنا ومن أجله ىخلق الله تعالى جميع الأشياء فطوبي لأمته ولولا قطع السبيل إلى أرضنا لزرنا قپره إلا أن أرضنا بعيدة. ثم أخبر أصحابه بلسانهم فجعلوا يبكون وينظرون إلي وشفقوا على حالي وأعطوني من أزوادهم وحفظوني وأكرموا مثواي غاية الإكرام فحمدت الله تعالى وشكرته.
وبقيت معهم مدة من ستة أشهر بلياليها ونحن في كبد الشمس المشرق ولا نرى إلا السماء والأرض فقلت لهم من أي أمة أنتم فقالوا لي نحن من ذرية يافث بن نوح عليهما السلام وبلادنا في جزيرة من جزائر البحر المحيط عند طلوع الشمس فلما كان بعد ذلك إذ رأيتهم يبكون ويودعون بعضهم بعضا فقلت لهم ما الذي أبكاكم فقالوا لي يا صاحب محمد ص أنظر أمامك فإذا بجبال عالية في الهواء أشد سوادا من الغربان فقالوا لي هذه جبال ما بلغت السفينة إليهم إلا هلكت لا محالة .فبينما أنا أخاطبهم ويخاطبونني إذ بلغت السفينة إلى أول جبل من تلك الجبال فنطحت فيه فإنكسرت فنجا من نجا وهلك من هلك. 
فوهب الله لي لوحا من تلك السفينة فركبت عليه فلم تزل الأمواج تضعني وترفعني وتلاعب بي مدة من خمسة أيام بلياليها حتى خرجت إلى جزيرة من جزائر البحر أكبر من التي جئت منها وبقيت مدة من ثلاثة أيام لا أدري أين أنا من الدنيا فلما كان بعد ذلك فقت على نفسي وقد إشتد بي الجهد والجوع فكنت أمشي في تلك الجزيرة مدة من خمسة أيام ولم أر فيها أحدا من خلق الله تعالى ولا رأيت من يمشي على الأرض فلما كان بعد ذلك إذ أنا بروضة حمراء وفيها شاب عليه ثياب خضر فرأيته يصليفدنوت منه فسلمت عليه فأوجز لي صلاته ورد علي السلام وقال لي يا هذا لقد رأيت عجبا ثم إنه أعطاني تمرا فأكلت وشربت وكنت محتاجا إلى ذلك ثم قال لي إنطلق إلى هاذين الجبلين وأنظر إلى ما بينهما فإنهما جبلان لم يدخلهما أحد قبلك ولا بعدك إلى يوم القيامة.
فإنطلقت إلى الجبل الأول فإذا أنا بجارية محلية بالحلي والحلل لم ير الرائون مثلها وليس في الدنيا أجمل منها فسلمت عليها ولم ترد علي السلام إلا أنها أشارت إلي بيدها .ثم إنصرفت إلى الجبل الثاني فإذا بكهف ومغارة وعلى المغارة كلبة سوداء إذا نيحت نبحوا جراؤها في جوفها فلما رأيت ذلك فزعت منها وأردت الرجوع فسمعت قائلا يقول أيها الإنسان أدخل المغارة ولا تخف ترى عجبا !!! فدخلت المغارة فإذا بشيخ أعور وهو راقد على سرير من حجر وهو مغلول مقيد بالحديد فلما سمعني وأحس بي رفع رأسه وجلس على على قده فقال لي من أنت يا هذا ومن أي أم أنت فقلت له أنا من أمة محمد ص .
فلما سمع بذكر محمد إنتفخ حتى ملأ المغارة وقال لي بعث محمد قلت نعم قال لقد قرب الوقت الذي أخرج فيه ولكن كيف تركت الناس قلت بخير !!! قال يصلون قلت له نعم !!! قال لي أيكذبون قلت له لا !!! ثم صار ينحط قليلا حتى رجع كما كان أول مرة ثم خرجت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات