حكاية تميم الداري وما راي من عجائب

من عنده إلى الجبل الثالث فإذا أنا بعجائب لا أقدر على وصفها وأنا أقول 
إذا شاب الغراب أتيت أهلي .. وصار القار كاللبن الحليب
عسى الكرب الذي أمسيت فيه .. يكون فيه فرج قريب
ثم رأيت يا أمير المؤمنين في أصل الجبل الثالث ألف مسجد وألف رابطة وفيها خلق يعبدون الله تعالى لباسهم الشعر وهم قائمون يصلون لا يفترون ساعة واحدة لا يكلم بعضهم بعضا ثم رأيت رجلان وهم فيوالنار من فوقهما ومن تحتهما ثم رجعت إلى الشاب فقلت له يا سيدي من الجارية قال هي الدنيا وقلت له ومن الرجل الأعورالذي رأيته في الجبل الأول فقال لي ذلك الدجال الذي يخرج في آخر الزمنولا يخرج إلا على أشرار الخلق ولكن له علامات عندي وذلك إذا ضيعوا الصلاة ومنعوا الزكاة ويكثرالكذب والخېانة ...
...يتبع 
حكاية_تميم_الداري_وما_رأى_من_عجائب 
في جزائر البحر المحيط
الحلقة 5 والأخيرة 
على أبواب جابلقا وجابرصا
ويقل الحق ويكثر الباطل ويحلون الحړام ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ويكون الناس في ذلك الزمان كالبهائم ويقل الحياء ويتبرجن النساء بفروجهن وتكثر أولاد الژنا وترفع البركة وتقل الأمانات بين الناس ولا يوقر الأبن أباه ويكون الهرج ينتقل من من بلد إلى بلد وتغلى الأسعار في جميع البلدان وكذلك الأمصار ويسلط عليهم عدوهم ويكون في ذلك الزمان المؤمن ذليلا والفاسق عزيزا وتجور السلاطين ويكون أصحاب الشرك بأيديهم سياط كأذناب البقر لا يرحمون من بكى ولا يسمعون لمن إشتكى 
فقلت له يا سيدي ومن الرجلان اللذان رأيتهما يعذبان بأنواع العڈاب قال لي هاروت وماروت إختارا مناب الدنيا على مناب الآخرة فقلت له وما هذا البحر قال لي هذا بحر الصين إلى مطلع الشمس وقد خلق الله سبعة أبحر وسبعة أرضين وسبعة سماوات وسبعة أيام ومن وراء تلك الجبال جبل قاف وهو جبل خلقه الله من زمردة خضراء فاخضرت السماوات والبحار من خضرة ذلك الجبل فقلت له يا سيدي هل من ورائه أحد من خلق الله تعالى فقال لي نعم أربعون ألف دنيا أكبر وأوسع من دنياكم هذه مقدار أربعين مرة وسكانها الملائكة .
وقد أمروا بالصلاة على محمد ص وقد خلق الله ألف أمة منها ستمائة في البحر وأربعمائة في البحر وجميع ما خلق الله في البر فهو في البحر مثله . وقد خلق الله عند مطلع الشمس مدينة يقال لها جابرصا ولها مائة ألف باب يخرج من كل باب كل ليلة ألف رجل ولا تبلغهم الدولة إلى يوم القيامة وهم خلق لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه ولولا ضجيجهم لسمع الناس حس الشمس حين تطلع على عجلتها !!! وكذلك في المغرب مدينة يقال لها جابلقا مثل هذه ومن وراء تلك المدينة خلق كثير لا يعلمهم عددهم إلا الله سبحانه .
قال يا أمير المؤمنين بينما أنا أخاطبه ويخاطبني إذ أقبلت سحابة سوداء مظمة عليها ملائكة بالسخط والزلزلة والبرق الخاطف والرعد القاصف فقالت السحابة السلام عليك يا ولي الله !!! هل لك من حاجة فقال لها إلى أين تسيري قالت إلى بلد يأكلون رزق الله ويعبدون غيره أرسلني الله والسخط والزلزلة فقال سيري حيث أمرك ربك !!! قال فبينما نحن كذلك فإذا بسحابة بيضاء وعليها ملائكة الرحمة بالتهليل والتقديس والتكبير فقالت السلام عليك يا ولي الله تعالى هل لك من حاجة فقال لها إلى أين تسيري فقالت له إلى بلد أمة محمد ص أرسلني الله إليهم بالرحمة والرأفة فقال لها
هل لك أن تبلغي هذا الرجل إلى أهله فقالت له السمع والطاعة لله ثم لك يا ولي الله .
فنزلت السحابة حتى صارت كمائدة في الأرض فقال لي إصعد عليها فقلت له سا سيدي من أنت الذي من الله بك علي فقال أنا الخضرفبلغ الصحابة مني السلام رضي الله عنهمثم صعدت عل السحابة وأدركتني سنة فلم أفق إلا وأنا في منزليوهذا ما كان من قصتي قال فعند ذلك كبر عمر رضي الله عنه وقال هذا كلام ما سمعته قط ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أبا الحسين أحكم بين هولاء القوم !!! 
فقال علي رضي الله عنه صدق تميم الداري فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخبرنا بقصته ولك قولوا للمرأة أيهما تختارين فإختارت المرأة زوجها الأول تميم الداري وإنصرف الرجل العذري إلى مكانه وسار تميم الداري مع زوجته وهذا ما بلغنا من قصته والحمد لله رب العالمين .
...
النهاية