فأخبروه بقصتي من أولها إلى آخرها فشفق لحالي وآنسوني من كلامهم الطيب ونادى في قومه فأقبلوا بأجمعهم إليه وقالوا له ماذا تريد يا أمير المؤمنين فقال لهم نريد منكم من يبلغ هذا الآدمي إلى أهله !!! فقام إليه عفريت من الجن فقال أنا أحمله في سبع ساعات من النهار .
فقال له حسنا أنت تبلغه إن شاء الله فعطف علي ذلك العفريت فصعدت على ظهره ثم إن الملك علمني آية أقرأها إذا صعدت عليه وأمرني أن لا أذكر الله تعالى على ظهره لأنه كافر وهو في طاعتي ثم صعدت على ظهره فطار في الهواء حتى بلغ عنان السماء الدنيا فسمعت تهليل الملائكة وتكبيرهم وسمعت قارئا يقرأ والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلاهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد .
فلما سمعت ذلك يا أمير المؤمنين إرتعدت فرائصي وخفت فذكرت الله تعالى وقرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فنظرت إلى العفريت الذي أنا راكب على ظهره يذوب تحتي كما يذوب الړصاص إذا ألقي في الڼار فسقطت من عليه فإذا أنا نازل من الهواء فسمعت قائلا يقول أيتها الريح الطيبة خذيه وانزلي به قليلا قليلا فنزلت يا أمير المؤمنين في جزيرة أكبر من التي جئت منها دون الريح فبقيت مدة من خمسة أيام لا أدري أين أنا من الدنيا !!!
فلما كان بعد ذلك قمت ومشيت في تلك الجزيرة مدة من ثلاثة أشهرثم أشرفت بعد ذلك على جبال عالية وعلى كل جبل حصن من الحصون أبيض كالثلج فأسرعت إليها فإذا هي خالية ليس فيها أحد من خلق الله تعالى ورأيت الأنهار تجري من تحتها حتى بلغوا إلى البحر فمشيت في تلك الأرض مدة من ثلاثة أشهر فإذا أنا بأرض كافورية فائحة التراب كثيرة الأعشاب والأنهار تخترقهاوإشتبكت الأشجار على تلك الأنهارفمشيت مدة من ثلاثة أشهر أخرى فلم أر فيها إنسا واحدا أسئله .
فبينما أنا أمشي ذات يوم إذ بمدينة بيضاء لم ير الرائون مثلها فقلت الله أكبر هذه مدينة لا بد من ساكن يسكنها فلما بلغت إليها فإذا هي خالية لا داخل فيها ولا خارج منها وفيها مائة ألف قصر عالية في الهواء وأبواب تلك المدينة من الذهب والفضة مرصعة بالدر والياقوت ولها ثمانية أبواب ما بين الباب والباب ثمانون فرسخا وفيها سبعة آلاف برج من ياقوتة بيضاء مثل الشمس ثم دخلتها فإذا بجميع قصورها وأبوابها وبيوتها من الذهب والفضة وفيها أربعة أنهار من ماء جارية في أزقتها وكثرة أشجار النخل والرمان فلما نظرت إلى ذلك يا أمير المؤمنين تعجبت منها ...
...يتبع
حكاية_تميم_الداري_وما_رأى_من_عجائب
في جزائر البحر المحيط
الحلقة 3
جنة شداد بن عاد
ثم جلست ونمت تحت شجرة من أشجارها وبينما أنا نائم قال لي هاتف أخرج منها سالما وتفكر في أمر نفسك فخرجت منها وكنت أمشي في أزقتها وأنا متعجب من بنيانها وقلت يا ليت شعري ما أشبه هذه بصفة الجنة التي ذكرها الله في كتابه العزيز ثم خرجت منها وأنا متعجب بعد أن مكثت فيها عشرة أيام لم أر فيها أحدا من الخلق فخرجت منها ومشيت في تلك الأرض مدة من خمسة أيام بلياليها فإذا برجل على جبل من تلك الجبال وهو يصلي فقلت ليت شعري من أين أقبل هذا الرجل في هذه الأرض ولعله مفقود مثلي !!!
ثم صعدت إليه فدنوت منه