حكاية تميم الداري وما راي من عجائب

حكاية_تميم_الداري_وما_رأى_من_عجائب
في جزائر البحر المحيط
الحلقة 1 
عفريت الليل
حدثنا أبو أمامة الباهلي عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال كان تميم الداري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الذين هاجروا معه من مكة إلى المدينة وكان بمكة قبائل كثيرة من العرب كل واحد منهم يكنى بقبيلته فيقال فلان قرشي وفلان عدوي. وبينما رسول الله عليه الصلاة والسلام ذات يوم مع علي إبن أبي طالب رضي الله عنه إذ دخل تميم الداري فنظر إليه رسول الله وبكى بكاءا شديدا فقال علي ما الذي أبكاك يا رسول الله لا أبكى الله عينا فقال له إن هذا الرجل تميم الداري سيصيبه من بعدي أمر عظيم ويرى عجائب كثيرة في جزائر البحر المحيط ثم أخبره بما قال له جبريل عن ما سيكون من أمره في ما سيأتي من الأيام .

ذات ليلة إضطجع تميم مع إمرأته ثم قام ليغتسل إمتثالا لقول النبي فلما خرج من بيته مازحته المرأة قائلة يا عمار الدار خذوا تميم الداري !!!وكانت تلك الليلة باردة مظلمة فيها رعد وبرق وريح فلما إغتسل ولبس ثيابه إذا بعفريت من الجن أسود قد نزل عليه في نصف الليل شنيع الخلقة له قرون كقرون الثور العظيم فلما نظر إليه تميم الداري خاف منه وخرج من عقله ولم يقدر عن الكلام فإختطفه ذلك العفريت وطار به في الهواء مقدار سبعين سنة حتى لم يعد تميم يرى تحته إلا الماء ورماه في جزيرة بعيدة من جزائر البحر المحيط .
فلما غاب عن زوجته خرجت في إثره فلم تلتمسه في الدار وتنظر يمينا وشمالا ونظرت إلى الباب فوجدته مفتوحا فقالت يا ليت شعري !!!أين ذهب بعلي ثم باتت تلك الليلة ساهرة العين حتى أصبح الله بخير الصباح . فأخبرت الجارية أهلها وأهله وكانت بنت عمه ومن أقاربه وتعجبوا من ذلك فبقيت محزونة وكانوا يسألون عنه كل من يأتي من البلدان فم يجدوا له خبرا ولا وقعوا له على أثرفمكثت زوجته مدة عام كامل وهي تسأل عنه عنه فلم تجد من يخبرها .
فأقبلت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت يا أمير المؤمنين فقدت بعلي تميم الداري وغاب عني منذ عام كامل أتأمرني بالزواج يرحمك الله !!!قال لها إصبري سنة أخرى لعله يأتي أو يسمع له خبر فلم تزل سنة بعد سنة حتى إستكملت سبعة أعوام فلما تمت تلك المدة أقبلت إلى عمر بن الخطاب وقالت يا أمير المؤمنين مرني بالزواج يرحمك الله فلقد أدركتني إليه الحاجة وخشيت على نفسي العناة !!! وكانت امرأة ذات حسن وجمال وقد وإعتدال وبهاء وكمال. فعطف عليها عمر رضي الله عنه وقال لها إرجعي إلى منزلك 
إنصرفت المرأة وإعتدت بأربعة أشهر ثم أتت إليه ثانية وقالت يا أمير المؤمنين قد تمت مدتي فأنظر في أمري يرحمك الله ثم قام عمر رضي الله عنه وقال يا قوم من يتزوج منكم هذه الجارية فإني قد إجتهدت في أمر زوجها الغائب عنها فجاء رجل من بني عذرة فقال أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين!!! فتزوجها منه بفريضة الله وسنة رسوله ثم إنطلق كل واحد منهما ليرى حاله .فلما جن اليل أقبل الرجل إلى منزلها وقد أحظرت له طعاما فوضعته بين يديه وخرجت إلى بعض حوائجها فإذا بزوجها الأول قد نزل من السماء في وسط الدار قال صاحب الحديث فلما نظرت إليه زوجته فزعت