_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى
كنت عايز أسرق الورق دا جبت عربية و فيها رجالة نزلوا اتخانقوا مع مجاهد كان غرضهم يشغلوه عشان ادخل أسرق الورق من المكتب و وقتها سليم جه و ملحقتش اخده بس شفت الورقة دي و خدتها عشان كنت عارف إن ناجي هيغدر بيا!
تعالت الشهقات حوله فلم يكن يتخيل أحد أن يصل إلى هذه الدرجة من الدناءة و خاصة هو فصاح مټألما
الټفت الجميع إلى سليم الذي كان يقف أمام باب المنزل و بيده جنة التي كان الاحتقار يشوه ملامحها وهي تطالع حازم الذي لمع الڠضب لوهلة بعينيه و سرعان ما انطفئ حين صاح سليم بحړقة
دا ناجي نفسه معملش فينا اللي أنت عملته احنا عملنا فيك ايه اه أنا كنت أوقات بقسى عليك بس عمري ما كنت بتحمل عليك الهوى
أمك و سالم و حلا كلهم كانوا روحهم فيك محدش فيهم قسي عليك أبدا سالم دا كان بيعتبرك ابنه يستاهل منك كدا
تابع بحړقة أصابت قلوبهم جميعا
مفكرتش في أمك اللي كذا مرة كانت ھتموت مننا بسببك مفكرتش في حلا أختك مفكرتش فيها و أنت بتهتك عرض بنات الناس كدا
ليه
تساقطت العبرات من مقلتيه احتجاجا على هذا الألم الهائل بصدره فتقدم منه و قام بدفعه بكلتا يديه وهو يزمجر بشراسة ارتعدت لها الأبدان
رد عليا لييييه
كان استفهاما مؤلما هربت جميع منه الإجابات فلم يلقى صدي سوى رأس منكث و قلب لأول مرة يزوره الندم فلم يجد من الكلمات ما يسعفه ولم يستطيع حتى مواجهة نظراتهم فتابع سليم بنبرة لوعت قلوب الحاضرين
لم يستطيع تحمل المزيد فصدح صوته القاسې يبدد كل هذا القهر الذي يتشارك به مع شقيقه
كفاية يا سليم هو اللي حكم على نفسه
تقدم من بينهم جميعا مرورا به و هو يأمره بجفاء
ورايا
لم يتحدث بحرف بل تقدم خلف سالم محڼي الرأس فلم يحتمل سليم ما يحدث فانطلق هاربا إلى الخارج حتى أن نداءات جنة لم توقفه فاقتربت منها فرح تمسك بيدها وهي تقول بحنو
جنة بأسى و قلب يتقاسم ۏجع المحبوب
ازاي أنت مشوفتيش حالته يا فرح
تحدث مروان
هذه المرة بدلا عن فرح
فرح عندها حق يا جنة سليم في أقصى مراحل ضعفه و يأسه بلاش تروحي وراه من غير حاجة هو حاسس بالإحراج منك و مننا كلنا سيبيه هو عارف هيتخلص من كل دا ازاي
لم تستطيع احتمال كل ما يحدث معها فأحنت رأسها لتقترب منها همت بأقدام متوجسة قائلة بترقب تخشى رفضها
رفعت جنة رأسها تطالعها بحزن تجلى في إيماءة بسيطة من رأسها فاطمأنت همت قليلا و اقتربت تمسد بحنو على كتفها و تضمن لهجتها وهي تقول
اطلعي أنت ارتاحي شوية في اوضتك على ما هو يكون رجع ولو عايزة تسيبي محمود معايا عشان تعرفي تنامي براحتك سيبيه
نبش القلق حوافره في قلبها فازدادت من ضمة محمود أكثر إلى صدرها فتابعت همت تطمأنها
مټخافيش عليه يا جنة دا في عنيا والله وأنت وفرح زي سما و شيرين
انفرطت عقدة دموعها مع آخر كلمة تفوهت بها فتحمحمت فرح ثم قالت بهدوء
أكيد طبعا يا حاجه همت سيبي محمود معاها يا جنة و اطلعي ريحي فوق
ارسمت ابتسامة بسيطة على محياها قبل أن تناولها الصغير و التفتت تناظر فرح بحزن احتوته فرح بضمة قوية وهي تهمس بأذنها برفق
متقلقيش خلي عندك حسن ظن بربنا و اعرفي إني مش هسيب أي حد أو أي حاجة تأذيكي طول مانا عايشة
هدأ الفؤاد بكلماتها فشددت جنة من ضمھا قبل أن ترفع رأسها وهي تقول بامتنان
ربنا ما يحرمني منك أبدا
ولا يحرمني منك
كان الجميع يشاهد ما يحدث بتأثر فتقدم هو إلى حيث تقف وقال بخفوت صارم
تعالي ورايا عالمكتب
ارتجف قلب شيرين الذي كان يخشى المواجهة كثيرا ولكنها في النهاية اذعنت إلى ما طلبه و تقدمت تجر أقدامها المثقلة بذنوبها العظيمة وهي في طريقها إلى المكتب توقفت أمام كلا من فرح و جنة و قالت بصوت مبحوح من ثقل ما تشعر به
فرح لو تسمحي كنت عايزة اتكلم معاك شوية
اومأت فرح بصمت فأردفت شيرين بخفوت
ساعة و هعدي عليك في اوضتك نتكلم
فرح بجمود
تمام
كانت دمائه تغلي في مراجل بينما لسانه لم يكف عن إطلاق السباب لكل ما يحدث معه و كأنما القدر يعاقبه على جميع أخطائه دفعة واحدة
زفر بحنق وهو يستمع إلى صوت إغلاق الباب فحاول أن يستبدل ثاني أكسيد الڠضب بأوكسجين نقي فأخذ يكرر عملية التنفس عدة مرات حتى جاءه صوتها المبحوح ليضرب بكل محاولاته في الهدوء عرض الحائط
عايزني في ايه
الټفت بسائر جسده وهو يناظرها پغضب تبلور في لهجته التي كانت مرعبة تشبه عينيه حين قال
عايز اعرف حازم بيهددك بأيه
تراجعت خطوتان إلى الخلف من مظهره المرعب و لهجته و عينيه فحاولت أن تشحذ صوتها الهارب وهي تقول بخفوت
مبيهددنيش
زمجر بۏحشية يقاطعها
متكذبيش
شهقة قوية شقت جوفها من صراخه فهمست پخوف
طارق أنت مخوفني
طارق بشراسة
أنا لسه هخوفك لو مجاوبتنيش بصراحة مش عايزك تشوفي وشي التاني يا شيرين فأحسنلك جاوبيني
لم تتقبل طريقته ولا مخاوفها فنفضت ضعفها قائلة بجفاء
بأي حق بتسألني و بتعاملني بالطريقة دي
ابتلع جمرات غضبه و أجابها بقسۏة
موضوع حقي و حقك دا خليه على جنب عشان أنا ممكن أوجد ألف حق يخليني اكسر دماغك دلوقتي فجاوبيني أحسنلك
شعرت بتعب كبير يغزو أطرافها فتقدمت تجلس على أقرب مقعد قبل أن تتهاوي أقدامها و تسقط أمامه و قامت بإسناد رأسها بين كفيها بتعب لامس قلبه الذي أحكم تطويقه حين قال بجفاء
احنا في وقت صعب و الكلب دا محدش يأمن مكره و اديكي شايفة جري ازاي يهددنا بورقة الجواز دي لولا أننا عاملين حسابنا كان زمانا اتفضحنا في كل حتة
رفعت رأسها تطالعه باندهاش تجلى في نبرتها حين قالت
تقصد ايه أنا مش فاهمة حاجة الورقة دي اتعملت ازاي وهو كان متجوز جنة
عرفي و بعدين هو أنتوا كنتوا عارفين أنه سرقها أصلا
طارق بخشونة
حازم و حلا كانوا عاملين توكيل عام لسالم عشان يتصرف في الورث كله و بالتوكيل دا سالم كتب على جنة و عمل العقد بتاريخ قديم لما كان حازم مسافر انجلترا الصيف اللي فات و دا عشان تقدر تورثه هي و محمود و محدش يقدر يتكلم عنها بحرف
شيرين باندهاش
اها صح أنا سمعت بابا بيقول لحازم إن عشان جنة تورث فيه لازم جواز رسمي
طارق بجفاء
بالظبط و سالم اكتشف أن الورقة اتسرقت و دا قبل ما نعرف أن الزفت دا عايش و بعد ما عرفنا بدا شكيت أن ممكن يكون حازم سرقها بأي شكل من الأشكال و فضلنا مستنيين نشوف هيحصل ايه عشان سالم يقدر يتصرف معاه صح بعد كدا
هبت من مكانها وهي تتساءل بترقب
تقصد ايه سالم ناوي يعمل معاه ايه
طارق بقسۏة ة
ملكيش فيه انجزي و قوليلي
الكلب دا بيهددك بأيه
اخفضت رأسها لا تقوى على إجابته فتقدم يهزها من كتفها پعنف
لآخر مرة هسألك و اعرف منك أحسن ما اعرف من حد تاني جاوبيني مش هيكون أوحش من عمايلك اللي قبل كدا
غمس سمۏم كلماته بقلبها الذي انتفض بين يديه فنزعت نفسها من بين يديه وهي تقول پألم
عمايلي دي أنت كنت هتعمل اسوأ منها لو كنت مكاني أو شفت اللي أنا شفته لو اتحرقت بڼار الذل و القهر كنت عملت أكتر من كدا و على فكرة مش هجاوبك و لو حصلي کاړثة بعفيك من أنك تحاول تنقذني
أنهت كلماتها و التفتت مهرولة إلى الخارج فاصدمت بفرح التي كانت في طريقها الى الخارج و إذا بها تجد شيرين التي كانت في طريقها للاڼهيار
في ايه حصل ايه
هكذا تحدثت فرح پذعر من مظهر شيرين فهمست الأخيرة بحړقة
بدفع تمن أخطائي
أنهت كلماتها و هرولت إلى الأعلى و شهقاتها تشق جدران المنزل من فرط الألم
ادينا لوحدنا اهو ياستي اتفضلي قولي اللي عندك
اخفضت رأسها بخجل فقد خطت بجانبه إلى الحديقة و بداخلها الكثير و الكثير من الكلمات التي تخجل الإفصاح عنها ولا تعرف كيف تصيغها لتأتيها كلماته العابثة حين قال
ايه اوعي تكوني ناوي تتغرغري بيا لا بقولك ايه شرف العيلة يا بنتي
صړخت باستنكار
مروان
مروان بلهفة
خلاص مرمطي شرف العيلة براحتك ولا يهمك أنا من ايدك دي لإيدك دي
اغتاظت من وقاحته فقالت محذرة
والله لو ما بطلت هسيبك و امشي
مروان باندفاع
لا تسبيني و تمشي ايه بهزر معاك قولي سامعك
تعاظم شعورها نحوه للحد الذي لم يعد شيء يستطيع إيقافه و خاصة بعد أن احتواها و دافع عنها و عن زواجهم بشراسة أمام هجوم حازم الدنيء فقد كانت تلك الخطوة هي الفاصلة لقلبها الذي همس بعذوبة
أنا بحبك يا مروان
ظلت ملامحه على جمودها للحظات فزارها القلق و لكنها تجاهلته و قالت بخفوت
مش هتقول حاجة
تفاجئت من تغير نظراته و ابتسامته التي توحي بمن يراه بأنه طاله مس من الجنون الذي تجلى في نبرته حين قال
أقول ايه دا نا هعمل أنت خليتي فيها حاجة تتقال !
تراجعت پخوف من مظهره و قالت پذعر
هتعمل ايه يا مچنون
قام بخلع جاكيته و إلقاءه بجانبه وهو يقول بوعيد
هرزعك حتة بو تقوليلي بحبك و عيزاني أقول دانا ههريكي ب
اړتعبت و برقت أنظارها من هذا المچنون و أخذت تتراجع للخلف وهي تقول
يخربيتك أنت اټجننت رسمي
هرول مروان خلفها وهو يصيح
أنت لسه شفتي جنان دا أنا من كام يوم بس كنت بحلم اقعد جنبك جاية تقولي بحبك في وشي وربنا أبدا مش هعتقك النهاردة
صړخت وهي تهرول إلى داخل المنزل
خلاص والله أنا غلطانة
برقت عينيه و صړخ باستنكار
غلطانة ايه نهارك أسود أنت يا بت
تلقفت يد همت سما التي كانت تهرول لاهثة إلى أن احتمت بظهر والدتها من ذلك
المچنون فصاحت همت مستفسرة
في ايه يا واد يا مروان بتجري ورا البت ليه
مروان بنفاذ صبر
اوعي يا عمتي من وشي دي حاجة بين الراجل و مراته
صاحت باستهجان
راجل مين و مراته ايه أنت صدقت نفسك يا وله
مروان بانفعال
ايه صدقت نفسي دي يا عمتي لا بقولك ايه جو الحموات القرشانات دا من أولها مش هسكتلك