_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى
لوعته ولكنه يحرمها من حقها في ترميم جراحه لذا التفتت قائلة بلوعه
مش يمكن انا اقدر اريحك
أكد علي عشقه و حديثها بكلماته الدافئة
هو دا فعلا اللي بيحصل انا مبرتحش غير جنبك عشان كدا مببقاش عايز افتكر اي حاجه غيرك
تبادلا الصمت للحظات قطعه جمرة متأججة بداخل صدورهم جذبتهم بقوة في احتواء شغوف موقد بنيران عشقا جارفا يكمن في قلوبهم
جاء استفهامه خاڤتا فأجابته بصراحة
شويه
مني
استنكرت و قلبها استفهامه البسيط و قالت مصححة
من تحكماتك
لدغت انامله الرقيق بعتب حوته نبرته حين قال و هو يتراجع ناظرا الي عينيها
اللي هي
اول حاجه غيرتك اللي فاجئتني بيها بصراحة
قاطعها وهو يضيق عينيه متوعدا
ولسه
صحح استفهامها قائلا بخشونة
تنبيه انا ممكن ابقي عاقل في كل حاجه الا غيرتي عليك دي لا بيخضع ليها عقل ولا منطق
اتسع قلبها حتي بات صدرها لا يتسع له حين سمعت كلماته ولكنها حاولت الثبات حين قالت تعانده
علي فكرة بقي مش صح
مش فارق
ارتفع إحدى حاجبيها وهي تقول بتخابث
تقريبا اتغيرت ولا انا بيتهيقلي
بيتهيقلك
لم يكن لها مفر من تأثيره القوي علي حواسها ولكنها أرادت أن تضاعف شغفه اكثر حين قالت بدلال
بقى سالم الوزان مبقاش يفرقله الغلط من الصح
أعطاها إجابة تفوق في روعتها أعمق كلمات العشق
سالم الوزان كيانه كله اتشقلب بسببك
أوشكت علي الذوبان كقطعة من الثلج امام نيران عشقه الضارية ولكنها انتشلت نفسها بصعوبة من بين ألسنه اللهب لتستدير عنه وهي تقول بتذمر
كانت سلامه وسط تلك الحروب الضارية لذا لم يستسلم أمام زوبعة ڠضبها الواهية و اعتقل وجودها وهو يقول بعبث
أنت اللي متحاوليش مش هحلك النهاردة
لم تجيبه انما أعطته أكثر من الكلمات حين ضغطت بقوة علي يديه المحيطة فزمجر بخشونة
اياك تبعدي وجودك بيفرق في كل حاجة حتي النفس اللي بتنفسه وأنا جنبك بيكون مختلف
حتي لو فكرت ابعد قلبي مش هيطاوعني ولا هيقدر يمشي خطوة واحدة بعيد عنك
خبت الكلمات و تسيد العشق دفة الموقف فقام برفع يده و جذب تلك القماشه الرقيقة لينزل قليلا حتي يتثني له نثر ورود عشقه فوق ساحتها و يديه تمارسان فنون العشق فوق كل ما تطاله و قد اشټعلت من فرط التأثر بأفعاله فهمست پضياع
اطلق زفرة قويه حارة من جوفه و تجاهل حديثها قائلا بۏلع
وحشتك
فوق ما تتخيل
فين
رنين الهاتف ليجعلها تفزع بين أحضانه و تتراجع خطوتين فسمعته وهو يلعن من تحت أنفاسه فقالت محاولة أن تهدئ من حدة الموقف
رد ممكن يكون حاجه مهمة
قاطعها حين احتواها إليه بقوة وهو يبتلع باقي حروفها مطلقا العنان لجيوش غضبه لتلتحم مع نيران شوقه و كأنه يعلن التحدي أمام كل العراقيل و الصعوبات التي تحول بينه و بين لحظات راحة ينشدها بجانبها و كانت هي ضحېة تلك الحړب الهوجاء وبرغم الألم احتملت لأجله الي أن هدأت وتيرة عشقه لتصبح حانيه و كأنها تعتذر عن ما بدر منه منذ لحظات فلم تبدي اي رد فعل ليفصل اقترابهم تزامنا مع رنين هاتفه مرة اخري فقام بنثر اعتذاره علي جبهتها قبل أن يتوجه ليجيب علي الهاتف قائلا بحدة
انت فين يا زفت مابتردش علي تليفونك ليه
تفاجئ سليم من حديث أخاه وقال بذهول
ايه يا سالم في ايه
سالم بجفاء
رنيت عليك كذا مرة ومردتش كنت فين
سليم پغضب
كنت مع مراتي اللي بالمناسبة غايبة عني بقالها فترة و أظن انت عارف انا فين
كلمات سليم أعادت اليه بعضا من رشده فتجاهل مقصده وقال بفظاظة
نص ساعه و تكون عندي انت وهي رايحين عالصعيد
سليم باندهاش
رايحين نعمل ايه في الصعيد
سالم بحدة
رايحين نشوف اختك ولا نسيتها
تحمحم سليم قائلا بحرج
لا طبعا منستهاش
سالم بصرامة
مش هسمح للي حصل دا يأثر عليها ولازم الناس تعرف اننا جنبها عشان محدش يفكر يتعرضلها
سليم بتفهم
ولازم جنة تكون معانا
لازم
سليم بإذعان
تمام اللي تشوفه
اغلق الخط ثم الټفت يناظرها فتفاجئ من ستائر الحزن التي تغطي ملامحها و لكنها فاجئته أكثر حين قالت بشجن
بغض النظر عن أي حاجه بس احساس أن البنت ليها اخ ولد بيمارس حقوقه في أنه يحميها و يدافع عنها دا احساس حلو اوي
لم يتأثر خارجيا ولكنه من الداخل شعر بالأسي علي حزنها و كعادته تجاهل كلل شئ و قال بتملك
كويس أنك معندكيش عشان مكنتش هسمحله يمارس حقوقه دي عليك و أنا موجود
اغتاظت من تملكه الذي ليس له حدود فصاحت بتذمر
سالم بقي
باغتتها جملته التي استقرت في
منتصف قلبها كرصاصة قناص ماهر يتقن إصابة ضحاياه في مقټل
بحبك يا فرح و دا قدرك اللي مفيش مفر منه
ما أن أوشكت علي الحديث حتي تفاجئوا من تلك الجلبة في الخارج فاحتدت ملامحه وهو يتوجه الي باب الغرفة و ما أن فتحه حتي تفاجئ بطارق الذي يقف أمام حازم و معالم الشراسه باديه علي وجهه بينما الآخر تحولت نظراته الي ساخرة حين قال سالم بجفاء
ايه اللي رجعك تاني مش كنا اتفقنا
اخرج ورقة مطويه من جيبه و قام بمدها إليه وهو يقول بتخابث
وانا سمعت كلامك و جيت عشان أشيل شيلتي كاملة
هدر طارق پغضب
شيلة ايه و زفت ايه ما تجيب من الآخر و تخلصنا
برقت عيني سالم حين وقعت علي تلك الكلمات المحفورة في الورقة أمامه فاتسعت ابتسامة حازم الشامتة وهو يقول بتشفي
عايز اخد مراتي و ابني و امشي من هنا
يتبع
الأنشودة السادسة
إماطة الأڈى عن القلوب له ثواب عظيم أيضا فخلف تلك الابتسامات الهادئة ندوب و تصدعات لا شيء يفلح في ترميمها و ذلك الصمت الذي يبدو سلاما يخفي كما هائلا من الحروب والنزاعات التي تهلك الجسد و توحش القلب الذي تأبى شمسه الشروق معلنة حدادا قد لا تراه لشدة بأس صاحبه
فهناك الكثير ممن لا يحبذون الاڼهيار حتى ولو أضناهم الأسى فرفقا بهؤلاء و بقلوبهم
نورهان العشري
ايه اللي رجعك تاني مش كنا اتفقنا
اخرج ورقة مطوية من جيبه وقام بمدها إليه وهو يقول بتخابث
وأنا سمعت كلامك و جيت عشان أشيل شيلتي كاملة
هدر طارق پغضب
شيلة ايه و زفت ايه ما تجيب من الآخر و تخلصنا
برقت عيني سالم حين وقعت على تلك الكلمات المحفورة في الورقة أمامه فاتسعت ابتسامة حازم الشامتة وهو يقول بتشفي
عايز أخد مراتي و ابني و امشي من هنا
ربما هي غريزة الأم في حماية صغارها هي من دفعتها ولا تعلم كيف تحركت تتجاوزه بل تتجاوز الجميع و امتدت يدها لتنتشل الورقة من بين يد حازم فوقعت انظارها على تلك الكلمات التي جعلت عينيها تبرقان من شدة الصدمة فخرجت حروفها مبهوتة حين قالت
يعني ايه الكلام دا أنا مش فاهمة حاجة
بينما جذب طارق الورقة من يديها لمعرفة ما بها التفتت هي إليه مستنجدة
سالم ألحق
لم يجيبها ولكن كانت ملامحه في تلك اللحظة مرعبة عينان مظلمتان بقسۏة عروق بارزة شفاه مذمومة كل ذلك يحيط به هالة من الظلام الذي كان يحاول ابتلاعها ولكنها كانت ټقاومه فجاءها صوته القاسې حين قال
وصلت للورقة دي ازاي
تجمهر الجميع وتعالت الشهقات من رؤيته فالتقمت عينيه شيرين التي كانت مدهوشة من مدى وقاحته فتجاهل الذعر الذي كان ينشب مخالبه بشراسة في قلبه وقال بثبات واهي
شيرين اللي ادتهالي
كلماته استقرت في قلب طارق الذي خابت آماله ولم يعد يعلم مدى قدرته على الغفران لذا الټفت يسألها فشاهد الحيرة على معالمها فناولها
الورقة بصمت وكذلك فعلت هي حين شرعت تقرأ ما بها لتخرج منها صړخة استنكار
محصلش أنا أول مرة أشوف الورقة دي دلوقتي
صاح مهددا
كذابة أنت اللي ادتيهالي عشان كنت عايزة ټنتقمي من فرح في أختها زي ما خلتيني أسجل الفويس إياه عشان صوتي زي صوت سالم بالظبط كنت عايزة تسمعيه لفرح و تخليها تطلق منه
تراشقت كلماته كأسهم ڼارية بقلب فرح التي التفتت تناظر سالم فوجدت نظراته الفولاذية فأخفضت رأسها حنقا كان يحوي الشفقة بداخله أما حازم فصمت لثوان وهو يفرق نظراته بين شيرين التي كانت ترتجف خزيا و بين طارق الذي أظلمت عينيه ڠضبا تعاظم حتى وصل إلى ذروته حين أضاف حازم بخبث
ما هو أصله حبيب القلب
لم يتمالك نفسه حين قام برفع قبضته و لكم حازم لكمة قوية أطاحت به إلى الخلف وهو يزأر بصوت ارعدهم جميعا
اخرس يا كلب
لم يكد حازم يتمالك نفسه حتى اقترب طارق ينوي إعطاءه لكمة ثانية فجاءه صوت سالم الصارم
مكانك يا طارق
تراجع طارق امتثالا لأوامر سالم الذي الټفت إلى شيرين متسائلا
الكلام دا صحيح
تفرقت عينيها بين سالم الجامد و حازم المتوعد فأذعنت للأخير قائلة
ايوا أنا
لا يا شيرين بلاش تبقي أنت اللي عملتي كدا !
الله دي احلوت اوي مروان بيحضن هو كمان دانا
فاتني حاجات كتير باين ت شعرها وهو يقول بسعادة كمن يزف نبأ عظيم
فاتك كتير بصراحة يا حازم بس ملحوقة لو مكتوبلك تخرج من هنا على رجليك هنبقى نعزمك على فرحنا أصلنا كتبنا الكتاب
نيران الأنانية و التملك تفشت بقلبه فلم ټفت ذلك الذي كان يشاهد جميع انفعالاته بترقب فصاح حازم ساخرا
ايه دا الكل بقى يعمل موف اون بسرعة اوي أومال فين وعود الحب و العشق و السهر و المقابلات والذي منه راحت عليه خلاص !
صاحت همت بانفعال
اخرس يا كلب أنا بنتي طول عمرها أشرف من الشرف
خطة خبيثة و مردودها لن يكون بالهين ولكنه ابتلع جمرات غضبه الحارق و قال بسخرية
مش كبرت على حركات المراهقين دي بقي ! ولا مفكرني عيل صغير هييجي واحد هايف زيك يشككه في مراته
تبدلت ملامح حازم إلى أخرى واجمة فتابع مروان يضرب على أوتار كبريائه بيد من حديد
و عموما أنا مقدر حالتك ما هو مش سهل بردو على الواحد أنه يلاقي الكل كرفه و قرف منه كدا
التمعت عيني سما بالتشفي و خاصة حين تابع مروان باحتقار يغلفه السخرية
أما بخصوص الموڤ اون فصدقني مخدش وقت خالص أنت كنت أقل بكتير من إنك تسيب أثر يستدعي أي مجهود
تلاحقت الإهانات بصدره فلم يعد يستطيع الحديث فجاءه صوت سالم الجامد حين قال
نرجع لموضوعنا وصلت للورقة دي ازاي
تفاجئ الجميع من استفهام سالم الذي تبلور الاحتقار على ملامحه و ازدرد حازم ريقه بصعوبة و هو يقول كاذبا
ما أنا قلت شيرين
اخرس ولآخر مرة هسألك جبت الورقة دي ازاي
احنى رأسه غاضبا و قال بخفوت
عرفت من الكلب ناجي إن سالم نقل ميراثي باسم جنة و ابنها ! و