نوفيلا وصمات بالجمله بقلم رحمه سيد
يتبع
الفصل الثاني
توقف الزمن بالنسبة لعمار عند تلك اللحظة والشك جعل من عقله حجر صغير جدا أوشك على السقوط في هوة الچحيم !
فقطع لحظات الصمت بصوت جامد يسأل شقيقه في حدة غريبة غير مبررة
أنت بتعمل إيه هنا!
فعقد الآخر ما بين حاجبيه بتعجب ولكنه أجاب ببساطة وملامح هادئة كانت الترياق لسم الشك الذي أنتشر بين شرايين عمار
فردد عمار ببلاهه وغباء
أمك هي أمك هنا
فأومأ مصطفى مؤكدا
ايوه يابني جت بقالها نصايه كده أنت متعرفش ولا إيه
فحاول عمار استدراك نفسه سريعا ليغمغم بصوت أجش
اه اصل انا كنت برا وقافل تليفوني
اومأ له مصطفى برأسه وهو يربت على كتفه مغادرا
اشطا يا باشا استأذنك انا بقا عشان رايح مشوار مهم
تمتم بها عمار بصوت يكاد يسمع لا يصدق إلى أن أوصله التفكير والشك تلك الحړقة الداخلية تزعزع كل شيء فيه حتى ثقته في شقيقه الوحيد الذي تربى على يداه !
أخذ نفسا عميقا ثم حاول رسم ابتسامة هادئة مجاملة يقابل بها والدته بالداخل وبالفعل دخل ليراها تجلس جوار جنة التي كانت منكمشة حول نفسها بصمت بملامح كانت عنوان للحزن الذي يحتل أعماقها
السلام عليكم ازيك يا أمي
ثم مال نحوها ليحتضنها في حنو لترد هي بابتسامة ودودة
الحمدلله يا نور عين امك انت عامل إيه
الحمدلله كويس
ابتلعت جنة ريقها بتوتر لا تدري ماذا تقول او تفعل حتى لا تشك والدته أن هنالك شيء قد حدث فنهضت قائلة
أنا هاقوم أعملك حاجة تشربيها يا ماما
دقيقة وراجعلك تاني يا ست الكل
خد راحتك يا حبيبي
لاحظت بالطبع والدته من ملامح جنة وحديث عمار المقتضب وتجاهله أن يوجه لها أي كلمة على عكس عادته أن هناك مشكلة قد حدثت بالفعل ولكنها فضلت ألا تتدخل بينهما إلا إن أخذت تلك المشكلة مساحة من حياتهما أكبر من اللازم
وبالفعل كانت تعطيه ظهرها وتتظاهر بإعداد المشروب لوالدته رغم شعورها بوصوله خلفها وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها ويقرب وجهه من اذنها هامسا بصوت حاد به لفحات الڠضب
انتي لسه هنا ليه مش قولتلك مش عايز أشوف
بعد ال٣ ايام لما تقوليلي مين القذر اللي عملها
أنا آآ كنت ماشيه بس مامتك جات كانت جيبالي حاجات ومعرفتش أعمل إيه فسكت!
كاد عمار يتحدث ولكنه لمح والدته التي أوشكت على
عندما يتوتر فابتلعت ريقها بتوتر اكبر غم مرور الثلاث شهور على زواجهم
تليفونك