في داهية، وعيالك مليش دعوة بيهم
بكل هدوء وسکينة وهي طالعة بشنطتها وبتزعق وبتقوله
_أخيرا إرتحت منك أنا راجعه لأهلي وعيالك أنت المسؤول عنهم
رد عليها وهو بيزعق
أنا بسمع الكلام وأنا مش مدركة معنى الكلام أنا مجرد كنت مجرد طفلة مش فاهمة الكلام ولا عارفة تستوعبه
مشيت ماما وسابتنا اخدنا بعدها بابا وودانا عند جدو
_ساجد إحنا هنا بقالنا أربع سنين إحنا هنمشي من هنا إمتى
حطيت إيدي على خدي وأنا لاوية بوزي
_بس أنا اتخنقت مش مسموح لنا نطلع برا غير للمدرسة وبس حتى لعب مع العيال مرات عمي بتزعقلي لما ألعب مع حد من عيالها
حط شنطته على جنب وبص ليا
_عادي تعالي نلعب أنا وأنت والأدهم
_مين الأدهم
قومت بكل حماس وأنا بجري ناحية الإسطبل حماس طفلة ماصدقت حاجة تفرحها
_هاه يا ستي انبسطتي كدا
_ناقص بس أحس ماما وبابا زي أصحابي في المدرسة
أنا نفسي أعيش زي باقية أصحابي مع أهلهم في بيت هادي
_يلا يا ساجد أنت وفرحه على جوا الدنيا برد
_حاضر يا جدي
_بكرا السبوع بتاع أخوكم مرات أبوكم ولدت
خلصت كلامها من هنا وأنا مسكت في دراع ساجد تلقائي وأنا بقوله بصوت واطي
_أنا مش عايزه أروح علشان خاطري أنا خاېفه
طبطب عليا من تاني وهو بيقول بهدوء
_هنروح ونرجع مع جدو وتيتا تاني مش هنبات هناك
_إزيك يا ساجد عامل إيه أنت وأختك
نزل بالقلم على وشه وزعق فيه
_أنت عيل مش متربي ما أنت رباية شوارع
ساجد عينيه اتملت دموع كان بيحاول يتماسك وهو بيتكلم
_فعلا ما اتربتش فعلا رباية شوارع علشان حضرتك مكلفتش نفسك مرة وجيت قعدت معايا علاقتي بيك عبارة عن ذل وإهانة وضړب
_ما تحترم أبوك يا ولد
_أنا غلطان إني جبتهم تشوفهم دول ولادك يا أخي
_أنا مش عايز أي حاجة من ريحة أمهم إذا كانت هي مش بتدور عليهم
_أنت اللي ملزم بيهم أنت اللي المفروض تصرف عليهم على الأقل
_ساجد مش صغير يطلع يشتغل ويصرف على نفسه
رد عليه ساجد
_أنا فعلا مش صغير وبطلع أشتغل واصرف ربنا يباركله جدي عايزني أطلع راجل يلا يا جدي علشان بكرا ورايا محاضرات بدري أصل معلش بقى ابنه الصايع عيل بقى
فوقت من سرحاني على صوت الأطفال في الحضانة وهما بيلعبوا وواحد منهم كان حاطط الكراسة بتاعته قدامي وهو بيقول _ميس أنا كتبت الحروف إعمليلي نجمة وبعدين كملي حزن
بصيت ليه وأنا بتكلم بعصبية
_ياض أنت مستفز بس بحبك
_عارف قولتي لي كذا مرة
_يا
لمض
ضحكت عليه وكملت تفكير دلوقتي هما اتطلقوا بقالهم ييجي إحداشر سنة علاقتي بيهم ضعيفة حاولت من صغري أقويها بس هما كانوا بعاد هما بعدوا أكتر وحبل الوصال بينهم شبه اتقطع كل واحد منهم عاش حياته وحياتي أنا وأخويا وقفت من لحظتها
شغلي في الحضانة خلاني نفسي أرجع طفلة بس طفلة