الأربعاء 25 ديسمبر 2024

قصة عبدالله ذي البجادين

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

من ملابسك التي عليك! 
و قام فمزق له ملابسه التي كان يرتديها .. 
فقال عبد الله و الله يا عمي لأهاجرن إلى رسول الله مهما فعلت بي!
و بدأ هجرته و هو شبه عاري في الصحراء حتى وجد بجاد وهو الشوال من الصوف فأخذه و شقه نصفين و ربط نصفه على وسطه و نصفه الآخر وضعه على كتفه حتى وصل المدينة ..
فدخل على رسول الله فقال له النبي من أنت فقال أنا عبد العزى .. 
فقال النبي ولم تلبس هكذا .. 
فقال لقد أسلمت فجردني عمي من كل ما أملك حتى ملابسي ولم أجد فى طريقي إلا هذين البجادين فأتيتك بهما .. 
فقال النبي أوفعلت !
فقال نعم .. 
فقام النبي وقال له من اليوم أنت عبد الله ذي البجادين و لست عبد العزى .. 
فقد أبدلك الله عن هاذين البجادين رداء فى الجنة تلبس منه حيث تشاء 
و من شدة فقره سكن في مساكن أهل الصفة و هي مساكن للفقراء خلف بيت النبي عليه الصلاه والسلام ..
وتأتي غزوة تبوك وعمره ٢٣ عاما فيخرج إلى الغزوة مع النبي ثم يقول يا رسول الله .. إدعوا الله لي أن أموت شهيدا .. 
فيرفع النبي يده ويقول اللهم حرم دمه على سيوف الكفار 
فيقول عبد الله ما هذا بالذي أردت يا رسول الله .. 
فقال النبي يا عبد الله إن من عباد الله من يخرج فى سبيل الله فتصيبه الحمى فېموت فيكون شهيدا .. وإن من عباد الله من يخرج فى سبيل الله فيسقط عن فرسه فېموت فيكون شهيدا .. و لعلك تصيبك حمى فټموت فتكون شهيدا
و يشهد عبد الله غزوة تبوك مع النبي وينتصر المسلمون وفي طريق عودتهم بالفعل تصيب عبد الله حمى شديدة و يبدأ يتألم آلام المۏت..
وقد حكى لنا عبد الله بن مسعود قصة مۏت عبد الله ذي البجادين فيقول كنت نائما في ليله شديدة البرد شديدة الظلام و بينما أنا نائم سمعت خارج خيمتي صوت حفر فعجبت من يحفر في هذا البرد والظلام فاستيقظت و خرجت من خيمتى فإذا بأبي بكر و عمر يمسكان سراجا و النبي عليه افضل الصلاه واتم التسليم يحفر قبرا فذهبت إليه و هو يحفر فقلت ما بك يا رسول الله
فرفع وجهه الشريف إلي فإذا عيناه تذرفان الدموع وقال ماټ أخوك ذو البجادين.. 
فنظرت إلى أبى بكر و قلت أتترك رسول الله يحفر و تقف أنت بالسراج 
فقال أبى النبي إلا أن يحفر له قپره بنفسه..
فحفر النبي بيديه قبر ذي البجادين ثم نزل إلى القپر و إضجع فيه بجسده الشريف ليكون القپر رحمة لذي البجادين ثم قام ورفع يديه إلى أبو بكر و عمر و قال إدنيا إلي أخاكما و رفقا به .. إنه والله كان يحب الله ورسوله
و قال عبد الله بن مسعود فرأيت النبي يحتضن الچثمان بشدة ودموعه تسقط على الكفن و كبر أربع تكبيرات و قال رحمك الله يا عبد الله كنت أوابا تاليا للقرآن ..
ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إنني اشهدك أنني أمسيت راضيا عن ذي البجادين فارض عنه
يقول عبد الله بن مسعود والله لقد تمنيت يومها أن أكون أنا صاحب الحفرة من كثرة الرحمات التي ستتنزل عليه في هذه الليلة
رحم الله شابا ترك كل ملذات الدنيا وهي بين يديه من أجل دينه .. 
فاستحق أن يرضى الله ورسوله عنه وأن يأخذ تلك المكانة الغالية عند رسول الله وعمر إسلامه فقط ٧ سنوات.

انت في الصفحة 2 من صفحتين