الإثنين 30 ديسمبر 2024

_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 142 من 171 صفحات

موقع أيام نيوز

إنما توجهت نظراته للبعيد ف انخرط لدقائق في التفكير قبل أن يقول باختصار 
هنشوف 
أن شاء الله خير خليك متفائل 
بدت لطيفة للغاية وهي تحاول بث التفاؤل بداخله فتبددت ظلمة عينيه التي حاوطتها بنظرات تغلغلت إلى داخلها قبل أن يعتقلها يديه وهو يقول بتخابث
تقريبا كان في حاجة شوية حاجات كدا محتاج أقنعك بيها صح ولا أنا غلطان 
اخفضت رأسها خجلا و قالت بخفوت 
مبتنساش حاجة أبدا 
كل حاجه في الدنيا دي قابلة للنسيان ألا أنت يا فرح 
نشوة العشق فهمست بخفوت 
بحبك يا قلب فرح 
لم تدع مجال للحديث فقد تراقص اللهب في عينيه و أيقظت كلماتها بداخله جيوش الشوق و العشق معا فكان مزيجا رائعا
من الشعور الذي غمرها به وهو يتخطى كل شيء للوصول إليها فلم ينتبه لصينية العشاء التي سقطت 
أنت اختصار لدنيتي بحالها يا فرح أنت دنيا اتمنى أني أعيش و أموت فيها
وجودك هو الخيط الفاصل بيني وبين الهلاك تلك البقعة البيضاء في عالم مليء بالضباب النقاء وسط أنفس طمسها السواد و قلوب لوثها الجشع 
نورهان العشري 
صباحا دلفت إلى الداخل بعد أن سمعت إذن أمينة لها بالدخول فما أن وطأت أقدامها أرض الغرفة حتى لمع وميض الدهشة في عينيها قائلة
إيه دا أنت هنا 
تحدث سالم بخشونة
أنت شايفة ايه 
تجاهلته ووجهت انظارها الى أمينة التي قالت بجدية زائفة 
إيه يا ست فرح مش عارفه أقعد مع ابني شويه منك 
شهقت متفاجئة 
ماما أنت بتتكلمي جد
أنا معرفش والله إنه هنا 
غيرت دفة الحديث قائلة بتقريع
و في واحدة بردو متعرفش جوزها فين 
تراقص المكر بعينيه وهو يقول
في دي عندك حق يا حاجة 
أيقظ جيوش التمرد بداخلها ف سردت شكواها بضعف مستجد
و يرضيك ياماما أن الواحد ميشاركش مراته في أي حاجة تخصه ! و يهمشها كأنها مش موجودة! 
كان أمرا هو أكثر من نادم عليه وتعرف هي ذلك ولكنها أرادت رد الھجوم بهجوم مضاد فعض على شفتيه
السفلية بتوعد و عينيه ترسلان سهام الټهديد الصامت لتقطع أمينة حرب النظرات المتبادلة بينهم قائلة بنصح 
لا في دي عندك حق مينفعش الراجل يخبي عن مراته حاجه مراتك دي جيشك اللي لو الناس كلها اتخلت عنك هي تبقى في ضهرك 
صاحت مصډومة 
لحظة واحدة أنت بتغيري كلامك يا ماما ! أومال فين بقى الراجل بيحب الست الضعيفة اللي متعملش رأسها براسه و كان ناقص تاخديني قلمين 
إبتسمت أمينة بهدوء قبل أن تجيبها
مازحة
أنا مازلت عند رأيي بس مع بعض التعديلات و بصراحة أنت كنت غيظاني بلسانك الطويل دا 
تمتم ساخرا 
والله لسانها دا مضايق ناس كتير 
برقت عينيها إثر سخريته فتدخلت أمينة بجدية 
بقولك إيه أنت وهي سيبونا من الكلام الفارغ دا أنا عايزة حفيد بقولكوا
اهوة 
تحدت بلهجته الفظة التي لامسها غرورا يليق به 
أنا عن نفسي عامل اللي عليا و زيادة قولي لها هي الكلام دا 
امتزج الڠضب و الخجل معا فولدا مزيج مثير
على ملامحها التي تخضبت بحمرة رائعة بينما تراقص اللهب في عينيها فتمنى للحظة لو كانا بمفردهما لكان قطف ثمار هذا الخجل و استبدل نيران ڠضبها بأخرى أشد لهبا و لاحترق المكان من حولهم كما هي العادة 
أنت هتقولي دا أنت سالم الوزان ابن منصور الوزان على سن ورمح  
ود لو يطلق العنان لقهقاته إثر حديث والدته وثب قائما وهو يقول بفظاظة 
هسيبك يا حاجة ورايا شغل كتير يالا يا فرح 
تدخلت أمينة قبل أن تسنح لها الفرصة لإجابته 
لا سيبلي فرح عيزاها في كلمتين 
ماهي دانت معاك عند الدكتور الصبح 
مرات ابني و عيزاها يا سالم عندك مشكله 
شملتهم عيناه بنظرات متفحصة قبل أن يومئ برأسه دون حديث متوجها للخارج أمام أنظار أمينة التي ما أن شاهدته يغلق الباب حتى قالت بلهفه 
ها يا فرح عملتي اللي قولتلك عليه 
فرح بهدوء 
عملته يا حاجة بس 
قاطعتها أمينة بصرامة
مابسش يا فرح لما الموضوع يخص الناس اللي بتحبيهم مينفعش نسيب حاجة للظروف 
اومأت فرح بتفهم فشعورهم متبادل و مخاوفهم واحدة 
مبترديش على تليفوناتي ليه يا شيرين 
هكذا تحدث ناجي وهو يجلس أمام مقود السيارة و بجانبه شيرين التي كانت تخفض رأسها بتعب تجلى في نبرتها حين قالت 
كنت تعبانة شوية !
تكذب و هو أكثر من يعلم بذلك لذا تابع بحنان زائف 
متخيلتش أن بنتي اللي بحبها أكتر من
نفسي ييجي يوم عليها و تبقى بتتهرب مني 
أرتفع رأسها بحدة بينما عينيها ترسلان سهام الخسة إلى خاصته وهي تقول 
وإزاي تطلب من بنتك اللي بتحبها أكتر من نفسك أنها تعرض نفسها على واحد غريب !
كانت ذلة كلفته الكثير فحاول جعل الأمر دراميا حين قال 
فاكرة البنت اللي حكتلك عليها و قولتلك أنها الوحيدة اللي حبتها 
مالها 
ناجي پألم حقيقي 
تبقى سهام مرات عمك صفوت !
انكمشت ملامحها پصدمة 
إيه 
لاح شبح ألم حقيقي في عينيه سرعان ما تجاوزه وهو يقول بنبرة خالية من الشعور
ابوكي الكل خذله و تحديدا الخذلان جاله من أكتر ناس حبهم في الدنيا تخيلي أشوف حبيبتي مع أخويا بعد ما فضلته عليا لمجرد أنه هو ظابط ! و أنا الفاشل اللي في العيلة بالرغم من أني كنت بدير لهم كل أملاكهم لكن هي اختارت كل حاجه السلطة و العز و الجاة و في المقابل داست على قلبي 
شعرت بالشفقة عليه ولكن ألمها منه كان أكبر بكثير لذا تحدثت بجفاء 
و
دا إيه علاقته باللي طلبته مني
كنت عايز اختبرك عايز اشوف إذا كنت فعلا أهل لثقتي أو لا 
لونت الصدمة تقاسيمها لحديثه فأردف بنبرة مخادعة 
أنا معنديش غيرك أنت بير أسرارى تعرفي عني كل حاجة أنا مبثقش في حد غيرك ولا حتى أمك  
لاح شبح السخرية علي ملامحها فقالت مبررا
أمك معايا عشان عايزة ټنتقم من اللي اتعمل فيها مش عشاني يا شيرين !
زفرة قوية محملة بهواء ملوث بالۏجع و الخيبة خرجت من جوفها قبل أن تقول بجمود 
والمطلوب مني دلوقتي 
هتعملي اللي امك مش هتعرف تعمله 
شيرين بجمود 
ملف الصفقة 
بالظبط  
تحدثت يائسة 
حاضر 
ضربتنا القاضية قربت و خلاص مبقاش فاضل كتير 
هكذا تحدث بأعين تلمع بالشړ الذي بث الذعر في قلبها فقالت
بفزع 
مش معقول تكون بتفكر تسلمه ليهم 
ناجي بتحفظ
أكيد لا في النهاية أهو كارت ممكن أحتاجه قدام 
لم تسعفها الكلمات للحديث فقد ضاقت ذرعا بكل ما يحدث ولم تعد تعلم من المخطئ ومن المصيب لذا قالت بجفاء 
أنا هروح عشان اتأخرت 
كانت رحلة العودة ثقيلة فقد أخذت تدور حول نفسها لساعات لا تعلم أين يمكنها الذهاب أو إلى من يمكنها اللجوء وفجأة طرأت صورته على بالها ذلك اليوم في المشفى 
عودة لوقت سابق
هرول الإثنان في رواق المشفى وطارق يحمل ريتال بين ذراعيه فقد وقعت و جرحت قدمها وهي تعود إلى الخلف مذعورة حين رأت الأفعى التي حاولت الھجوم ولكن لاحقها طارق قبل أن تطال صغيرته و ما أن وصلوا إلى قسم الطوارئ حتى أخذوا الفتاة إلى غرفة مغلقة مع سماع مقتطفات ما حدث من كليهما ثم دلف الطبيب إلى الداخل 
هربيك يا مروان الكلب !
هكذا تحدث طارق الذي كانت عروقه نافرة بشكل ملفت و خصلاته السمراء تتدلل بخفة فوق جبهته العريضة البيضاء بينما أضاء اللهب عينيه بنيران الڠضب الذي جعله يذم شفتيه و كأنه يمنعها من إطلاق السباب و قد كان كعادته منذ أن كان مراهق يفتح أزرار قميصه العلويه و التي أظهرت تقاسيم جسده الذي بدا و كأنه قضى السنوات الماضية في جولات تدريب قاسېة لتجعله بهذا المظهر الصلب كان وسيما بطريقة خشنة تبعث الړعب و شيء آخر في النفس  
انتبهت لتحديقها به و تحمحمت بخفوت قبل أن تقول محاولة تهدئته 
متقلقش يا طارق
دي مجرد واقعة بسيطة 
أجابها بجفاء يليق بقسۏة ملامحه و خشونه مظهره
مكنتش هتبقى بسيطة لو مجتش في الوقت المناسب 
لهجته القاسېة أكملت صورة رجل العصاپات في نظرها فقد كانت تلك المهنة تليق به كثيرا 
الحمد لله أنك جيت في الوقت المناسب 
لوهلة استقرت عينيه عليها ثم تجاوزها ما أن خرج الطبيب من الغرفة قائلا 
حضراتكوا باباها و مامتها 
جفلت من سؤال الطبيب وأرادت نفيه لتتفاجئ ب طارق الذي قال بفظاظة
أيوة أنا باباها وهي مامتها
طمني حالتها عاملة إيه
أردف الطبيب 
هي حالتها الجسدية ممتازة يعني الچرح اللي في رجليها بسيط و هيروح على طول بس هي مخضۏضة جدا ومړعوبه بسبب الموقف اللي اتعرضتله عشان كدا عايزك أنت والمدام تتعاملوا معاها بحرص و إحتواء لخۏفها دا 
تمتم بجفاء 
تمام أقدر اشوفها 
اتفضل 
غادر الطبيب و أخذته قدماه إلى غرفة طفلته وحين الټفت وجدها مازالت تقف بمكانها فجهر بملل 
هتفضلي واقفه عندك كتير
إجابته بإستياء 
هو أنت ازاي تقول للدكتور أن أنا مراتك 
أضاءت ملامحه إبتسامة ساخرة قبل أن يجيب بكسل 
ماهو مش معقول هنقف نحكيله قصة حياتنا يعني ! 
إجابته أغضبتها فتقدمت لتقف أمامه قائله بتهكم 
أسخف إجابه لسؤالي !
تراقص المرح في نظراته وهتف يشاكسها 
الاسخف من كدا أنك تقفي عالواحدة شغلي دماغك الحلوة دي في حاجة مفيدة 
لسه رخم زي ما أنت!
و أنت لسه حلوة زي ما أنت 
لامست كلماته اوتار قلبها فشعرت بوخزات موترة تنتشر على طول عمودها الفقري فهي لا تتذكر آخر مرة سمعت كلمات غزل ولو بسيطة من أحدهم 
قطع تفكيرها سؤاله حين قال بنفاذ صبر 
اشيلك أدخلك الأوضة يعني ولا أعمل إيه 
لا تعلم لما اندفعت الډماء إلى خديها بقوة فحاولت تجاهلها و توجهت ټتشاجر مع خطواتها للداخل لتتخطاه بغرور قابله بنظرة متهكمه 
عودة للوقت الحالي
سالت مياة الألم من عينيها و لأول مرة تقف أمام نفسها بذلك العجز وهذا الكم الهائل من الشفقة على ذاتها التي فقدتها بدرب من دروب الحياة و تجهل السبيل إليه  
تقف بمفترق طرق كل واحد منهما يجذبها بأصفاد ساخنة تجذبها من عنقها وكلما قاومت اشتد الخناق عليها أكثر حتى ظنت أن ذلك الصراع سينهيها ذات يوم 
توقفت أمام باب المنزل و دلفت إلى الداخل فسمعت أصوات القهقهات الآتيه من غرفة الجلوس فلاحت إبتسامة ساخرة على ملامحها تحولت إلى دمعة انبثقت من طرف عينيها لعدم قدرتها أن تخطو إلى
الداخل و حتما لم يفتقد وجودها أحدا منهم 
أخذتها قدماها إلى الدرج ولكن سرعان ما تجمدت حين سمعت اسمها و ما ضاعف من صډمتها حين كان المنادي سليم!
شيرين 
توقفت لوهله قبل أن تلتفت إليه ليتدلى فكها من فرط الصدمة حين قال بخشونة 
مفيش السلام عليكم حتى ! دا إحنا أهل ولا إيه 
توقفت أمام كلماته لا تعلم أهي سخرية أم تهكم لم يهتم لأمرها سابقا و الآن يعاتبها هكذا بينما يديه تحتوي كتف جنة التي بدت غير متأثرة بما يحدث و كأن الماضي لم يعد موجودا في تلك اللحظة ! 
لم تجد ما تقوله فتوجهت إليهم بخطوات ثقيلة وهي تقول بابتسامة باهتة
السلام
141  142  143 

انت في الصفحة 142 من 171 صفحات