الإثنين 30 ديسمبر 2024

_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 116 من 171 صفحات

موقع أيام نيوز

كان يتوقع ذلك إلا أنه ڠضب و بشدة من عرضها الأمر بتلك الطريقة فأجابها بخشونة
انت شايفه ان الحل ده في مصلحة بنتك 
طبعا علي الاقل هتقدر ترفع رأسها بين الناس بعد كدا 
هكذا أجابته ف تصاعدت أبخرة النيران المندلعة بقلبه و تحدث قائلا بفظاظة 
بردو كل تفكيرك في الناس يا مدام اهم حاجه ابنتك فكري فيها و في مصلحتها قبل ما تفكري في أي حد  
انت جاي عشان تعجزنا نفكر في ايه هو دا الحل الوحيد للكارثه دي 
الحل انك تجوزيها واحد قد ابوها عشان تنقذ سمعتك و ترفع راسك وسط الناس 
كان حديثه حادا يشبه ملامحه مما جعل الزوجان ينظران الى بعضهما البعض بخجل فتابع بفظاظة
لبني عندها سبعتاشر سنه وانا عندي أربعين بيني وبينها ٢٣ سنه  
احني الرجل رأسه بقله حيلة تجلت في نبرته حين قال 
والله ما بقيت عارف افكر ايه العمل طيب 
أشفق علي مظهره كثيرا ولكن لم يظهر ذلك بل تابع بجفاء 
انا هتبني لبنى 
ارتفعت الرؤوس تناظره پصدمه تجاهلها و أردف بلهجه لا تقبل الجدال
لبني من النهاردة بنتي هتكفل بعلاجها و تعليمها و كل حاجه تخصها لحد ما اسلمها بإيدي
لجوزها  
برقت الأعين وهي تناظره فحديثه كان كالقنبلة الموقوتة التي لم يكن يتوقعها أحد فتابع بخشونة 
و مش لبني بس لبنى و اخواتها و لو المكان اللي انتوا فيه الناس بتضايقكوا بسبب الي حصل اختاروا اي مكان تحبوا تكونوا موجودين فيه وانا تحت أمركوا  
انت ليه بتعمل كدا يعني اخوك ماټ و احنا مش في أيدينا حاجه نعملها ليه تعرض عرض زي دا و تلزم نفسك كدا
هكذا استفهمت رضا التي لم تكن تتخيل عرضه ابدا و الذي جعل الشك يتسلل إلى قلبها و قد شعر هو بذلك فقال بفظاظة
كل راع مسئول
عن رعيته وحازم الله يرحمه كان مسئول مني حتي لو هو مبقاش موجود فأنا موجود وواجب عليا أرد الحقوق لصحابها 
كانت إجابة لم تتوقعها من رجل تبلورت به كل مظاهر الشهامة و الرجولة ف خرجت كلماتها صادقه حين قالت
انت انسان محترم و اللي زيك قليلين انا مش عارفه اقولك ايه 
تجاهل ثناءها و قال بخشونة 
مش محتاجة تقولي حاجه 
و زي ما قولتلك دا واجبي 
تحدث الرجل باعتذار 
ربنا يكتر من امثالك و يجازيك خير 
أومأ برأسه و قال بعملية 
حساب المستشفي مدفوع و بزيادة و الكارت دا في رقمي الخاص اول ما تشد حيلها كلموني عشان ننسق مع بعض هنعمل ايه 
أخذت منه رضا الكارت الصغير وهي تومئ
برأسها فتابع مؤكدا على حديثه 
متشيلوش هم حاجه أبدا من اللحظة دي لبني بقت بنتي زيي زيكوا و أنا اطمنت علي حالتها الصحية من الدكتور وهو ه يعين دكتوره نفسيه تساعدها أنها تخرج من الحالة اللي هي فيها  
كان أكثر ما يمكن فعله لإنقاذ حطام السفينة التي ضړبتها صاعقة قوية مباغته فأراد لملمة شتاتها و ترميم صدوعها وقد انتوي أن يفعل ذلك كما يجب أن يكون حتي ولو كان هذا آخر ما سيقوم به طوال حياته 
سيد الحبايب يا ضنايا انت يا كل املي و منايا انت يا احلي غنوة في دنيا حلوة يا احلي غنوة في دنيا حلوة غنت و قالت معايا انت سيد الحبايب يا ضنايا انت
كانت تلك كلمات الاغنيه التي أخذ صوتها العذب يشدو بها وهي تحمل طفلها الجميل و تداعبه بكل ما اوتيت من حنان سكب فوق قلبها الذي بالرغم من كل ما تعرضت له مايزال نقيا بريئا قادر علي الحب الحب الذي كان أقل وصف يمكن أن يصف به شعوره نحوها وهو يراها تحمل رضيعها بكل هذا الحنان الذي كان ينبعث من صوتها الرائع الذي يشبه كثيرا ملامحها الجميلة التي يقع بعشقها كل مرة تقع عينيه عليها 
يا بختك يا محمود  
هكذا صدح صوته الخاڤت من خلفها فتجمدت بمكانها فقد
مكنتش اعرف ان صوتك حلو اوي كدا 
تنبهت لحديثه و تحديقها به ف تحمحمت بخفوت قبل أن تعيد انظارها الي طفلها وهي تقول بتوتر
ولا حلو ولا حاجه عادي يعني 
تابع شن هجومه العاطفي علي مشاعرها حين أجابها بلهجة خطړة 
لا طبعا مش عادي بس تعرفي أنه لايق عليك اوي 
ارتفعت نظراتها تطالعه
باستفهام فأردف بخفوت 
يعني الملامح دي اكيد لازم يبقى صوتها بالرقة و الجمال دا 
رجفة قويه ضړبت جسدها من غزله الصريح فبللت حلقها قبل أن تقول بمراوغة
مش ملاحظ انك بتبالغ شويه و بتجامل شويتين
ابتسم قبل أن يجيبها مازحا 
يكون في علمك انا اكتر حد في الدنيا مبيعرفش يجامل اللي في قلبي بقوله
لونت السخرية ملامحها قبل أن تقول بتهكم
اه طبعا مصدقاك انا اكتر واحده جربت 
وصل إلي نقطة لا يريدها لكنه س يستغلها لأجل القضاء على بثور الماضي ف انتظر حتي وضعت محمود في مخدعه ثم تناول كفها يديرها إليه وهو يقول بخشونة
لسه منستيش 
اكذب لو قلت لا  
باغتها حين صرح قائلا
طب و لو قلت آسف 
كان صريحا و جريئا لدرجه تخيفها ولهذا حاولت التملص من بين يديه التي أحكمت الطوق عليها و تابع بصوته الذي كان يحرقها من الداخل 
طب بلاش اسف خليها بحبك
ارتج قلبها حين خرجت تلك الكلمة من بين شفتيه كان لها وقعا ساحرا علي مسامعها و روحها التي بدأت بالالتئام رويدا رويدا ولكن الماضي و اه من الماضى و ظلمته التي كلما
تسرب النور الي قلبها حاصرها ماضيها و أغرقها في ظلام الذنب أكثر فهي في تلك اللحظة تريد أن ترتمي بين ذراعيه تنشد السلام ولكنها خائفه تخشى مواجهته بتلك الرسالة التي تحمل صورا من
ماضي قد يعلمه ولكن أن يراه أمام عينيه هذا ما لا تستطيع المجازفة به 
إن يرها بجانب شقيقه كان أمرا مريعا فهي تعلم كم دماءه حارة و غيرته قاسيه تخشي أن يكرهها أو يتولد بداخله شعورا بالرفض تجاهها ولذلك ابتلعت غصة الصمت و اخفضت رأسها تخفي صراعها المرير بين كونها لن تعد تريد اخفاء شئ بقلبها و بين خۏفها من أن يرفضها قلبه فشعر هو بمعاناتها فامتدت يده تحاوطها بحنان تجلي في نبرته
حين قال
الصراع الي في عينيك دا آخرته ايه
مش عارفه 
هكذا إجابته كتير عليك تتحمليه
لوحدك خليني اشيل عنك احنا اتفقنا أننا قبل اي حاجه أصحاب  
رفعت رأسها تناظره علها تجد بنظراته شيئا آخر غير الحنان اي شئ يمكن أن يردعها من أن تخبره ولكن كانت عينيه منبع للامان الذي تريده ف تراجعت للخلف و توجهت إلي المنضدة تمسك بهاتفها و تضيئه متوجهه إليه وهي تقول بنبرة جريحه 
في حاجه لازم تشوفها يمكن تغير رأيك في حاجات كتير بس معدش عندي استعداد اخبي حاجه تعبت من العيشة في خوف و قلق 
أنهت كلماتها التي كانت صادمه له و قامت بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل 
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول 
الصورة دي كانت فين و امتى
بصدق قررت أن تتخذه مذهبا طوال
حياتها أخبرته 
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج وافقت لما قعد يترجاني عشان نوثق اللحظة دي
بلمح البصر وجدت الهاتف يلقي في الحائط فټحطم إلى أشلاء مما جعلها تتراجع للخلف پذعر ازداد
حين وجدته يقترب منها قائلا بلهجة خشنة
آخر مرة هنتكلم في الموضوع دا انسي انسي حازم بكل الي حصل معاه اوعي تفتكريه حتي بينك و بين نفسك اعتبريه كابوس بشع صحيتي منه للأبد مفهوم كلامي 
كلماته كانت واضحة ولكن معانيها غامضه لاتعلم هل كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله 
أنت مراتي حبيبتي انسي اي حاجة تانيه في الدنيا لو في قلبك اي ذرة مشاعر تجاهي اعملي اللي بقولك عليه
اجابته حاضر 
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني 
حاضر 
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
سالم اللي حصل في الملحق دا بفعل فاعل
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق 
ممكن تهدي شويه كل حاجه هتتحل أن شاء الله 
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل
وهي تخضع لذلك الاختبار العڼيف ولكنه اقصر الطرق و اصعبها لإثبات برائتها 
جومي يا بتي معلش اني خابره زين انك مظلومه بس لازمن نجطعوا الشك باليقين 
تسابقت العبرات في الانهمار علي وجنتيها و أخذ جسدها يرتجف پعنف و تعالت شهقاتها و بالكاد استطاعت أن تتحرك في طريقها الي السرير فلم تحتمل حلا ما يحدث من قهر و ظلم و هرولت الي
الخارج فلن تتحمل أن تشهد واقعه كتلك و أثناء مغادرتها بتلك الطريقة اصطدمت بياسين الذي سقط قلبه ړعبا عليها حين شاهد مظهرها المبعثر و اڼهيارها بهذا الشكل ف حاوطها بذراعيه وهو يقول بلهفة 
حصل ايه يا حلا مالك 
تعلقت نظراتها به دون أن تكون لها القدرة علي الحديث فأخذت تشهق بقوة و انهمرت عبراتها كالمطر فقام بغرسها بين أحضانه بقوة وهو يقول بحنان 
طب اهدي اهدي و بطلي عياط متقلقنيش حصل ايه لكل دا 
تمسكت بقميصه بقوة وهي تنتحب پعنف فقد كانت تبكي كل شيء ألمها و ڠضبها منه و من نفسها و من تلك الواقعه المريعه أرادت أن تبكي حتي تجف ينابيع عينيها و قد كانت أحضانه الدافئة أكثر من مرحبة لاحتضان ثورة اڼهيارها 
بعد عدة دقائق استطاعت أن تتغلب علي ثورتها و بدأت تتمالك نفسها قليلا ف تململت بين أحضانه التي كانت ترفض ابتعادها ولكنه اضطر أن يتركها علي مضض ولكن يديه ظلت ممسكه باكتافها وهو يقول بنبرة قلقة 
حصل ايه لكل ده 
خرجت الكلمات متلعثمه من بين شفاهها المرتجفه 
صعبان عليا البنت دي
115  116  117 

انت في الصفحة 116 من 171 صفحات