كان هناك ملك لديه سر وكان سره
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الممتازين. سارع الحلاق الذي وقع عليه الاختيار إلى القصر وهو مغمور بالفرحة وحتى وصل إلى حضرة السلطان الذي كان جالسا لوحده بالانتظار. وهنا سارع السلطان بمفاتحة الحلاق بسر لا يعرفه الا السلطان وزوجته وولي العهد وهو السر المتعلق باذن ولي العهد واتفق مع الحلاق أن يأتي للقصر لقص الشعر كما كانت هناك حاجة لذلك. واختتم الاتفاق
بملاحظة صغيرة هي ان الحلاق سيسخر رأسه إذا سمع السلطان أن لابنه أذن حمار من أي مخلوق آخر خارج دائرة الأربعة. وهكذا كان فقد كان على الحلاق أن يوافق على كل شيء والا ضړبت عنقه. ولكن المشكلة أن الحلاق شأنه كشأن كل الحلاقين لا يستطيعون التوقف عن الكلام لان ذلك جزء من المهنة لاستجلاب الزبائن والإبقاء عليهم. والاتباع قد علموا بذهاب الحلاق للقصر وسوف يسألونه عما قام به وماذا عمل ولماذا يكرر الذهاب للقصر. وكلما حاول الحلاق أن يفشي بالسر لاحد حتى ولو كانت زوجته تذكر الملاحظة الصغيرة ضمن الاتفاق فيتوقف مباشرة عن الحديث حتى أصابت الحلاق عقدة منعته من الحديث مطلقا مع جميع الاتباع حتى زوجته وأولاده. سارعت الزوجة لأحد الحكماء وأخبرته بالأمر فقام ذلك الحكيم باستدارج الحلاق واصطحابه إلى البر حيث لا يوجد إنسان. وهناك طلب منه أن يحفره وطلب من الحلاق الدخول فيها. ثم قال للحلاق سأغطي هذه الحفرة وأنت بداخلها ثم سأبتعد عنك وستكون لوحدك. فأرجو منك أن تقول ما لديك دون أي خوف أو حرج لأنه لن يسمعك احد. وبالفعل دخل الحلاق وعندما اطمأن انه لا يوجد أحد قريب منه بدأ ېصرخ من أعماقه ابن السلطان له أذن حمار. وكرر الجملة حتى انتهت طاقة الصړاخ لديه وخرج فرحانا بعد أن عبر عن رأسه سرا. تقول الرواية أن الحلاق استطاع تجاوز العقدة وماټ السلطان وخلفه ولي العهد الذي خرج مرة إلى البر من أجل الصيد وهناك وفي موقع الحفرة نبتت شجرة تخلد حرية الكلمة. تلك الشجرة أخذت تغني وتصفق دائما بالجملة التي نطق بها الحلاق سرا ولوحده. فلما سمع السلطان الذي استلم لتوه الملك تلك الأغاني والاهازيج التي تفضحه وإذا به يرمي بنفسه فوق صخرة ليقضي على نفسه ويخلصها من انفضاح الأمر الذي يتبع ذلك
تصور القصة حق الإنسان الطبيعي في التعبير عن رأيه ولأنها تحكي النهاية المأساوية لكل من يحاول أن يمنع حرية الكلمة من الانطلاق. لقد أصبح الحلاق سياسيا لأنه أراد أن يعتبر عن حقيقة رأها بأم عينه ولكن السلطان أراد تغطيتها. وهكذا تخلق في امتنا الطاقات السياسية فجميع الأتباع أو المواطنين ممنوعون من التحدث السياسة. وأصبح الحديث في السياسة يعني كل شيء يتعلق بالحاكم وأهله وجنوده وخدمة ووصيفاته وكل شيء يتعلق بمصالح الأمة الإستراتيجية والحضارية. لك الخيار أيها المواطن
في أن تحيا مېتا أو تصرخ صړخة الحرية من أعماق وجدانك لتستجيب لك السماء والأرض وتنبت بصرختك شجرات للحرية