نوفيلا وصمات بالجمله بقلم رحمه سيد
بيت جوزها اكتر من ليلة بكره الصبح ترجعي بيتك متخليش الشيطان يدخل بينكم اكتر
فتحت فاهها لتعترض ولكن أوقفها دخول والدتها المتلهف وهي تنادي بأسمها
جنة
لينهض والدها مبتسما وهو يخبرهم بهدوء
اهي جات اهي انا هنزل أصلي العشا وأسيبكم تقعدوا مع بعض شوية
اومأت كلتاهما بابتسامة متكلفة تسلقت لأعتاب ثغرهن بصعوبة وما إن غادر حتى قالت والدتها هناء بصوت قلق
لتنفي جنة برأسها مؤكدة
لا طبعا بابا لو عرف حاجة زي دي مش بعيد يروح فيها
اومأت هناء برأسها ثم ألقت نظرة شاملة سريعة على جنة وهي تسألها بحروف إنطلقت من منبع القلق الذي تراكم فوق دقات قلبها خلال الساعات التي مرت
حصل إيه يا حبيبتي طمنيني عملك حاجة اذاكي
بمجرد العودة لنفس الموضوع وجدت الدموع تصحو لتستعيد فرض سيطرتها على عينيها فهمست بصوت متحشرج على وشك البكاء
فضيقت هناء عيناها تسألها وهي تحاول التخمين
وانتي طبعا مش هتقوليله صح
مش عارفة بس مينفعش مينفعش مقولوش انا كده بحكم على حياتنا سوا بالفشل
فرفعت هناء وجهها نحوها تخبرها بقوة
إرتجفت شفتا جنة بشهقة باكية وهي تخبرها في نبرة واهنة مرتعشة
بس انا مش هقدر أخسر عمار يا ماما
مين قال
بس إنك هتخسريه يا قلب أمك
عمار لو معرفش مين عمل كده هيطلقني
فباغتتها والدتها بالحل الأمثل من وجهة نظرها
انتي تقوليله إن اللي عمل كده سواق تاكسي
عمار مش غبي ومش هيصدق هيقولي طالما كده خبيتي ليه من البداية!
قوليله إن السواق ده من منطقتنا وأنتي كنتي خاېفة ليتهور ويروح يتجن وېقتله
أغمضت جنة عيناها بقوة تشعر أنها كلما حاولت أن تتجه يمينا او يسارا لتنجو من تلك الدوامة تجد سدا أمامها يمنعها !
إنتبهت حينما سألتها والدتها بصوت
انتي بتثقي فيا وبتثقي إني مش هافكر إلا في اللي فيه مصلحتك ولا لأ
فأومأت مؤكدة دون تردد
أكيد يا ماما
لتنتفخ حروفها بالحزم وهي تتابع
يبقى تسمعي كلامي وتقوليله زي ما بقولك وبكره الصبح ترجعي بيتك زي ما ابوكي قال وتقوليله بابا قالي ارجعي وحاول تحنني قلبه عليكي عمار بيحبك ومش هيفرط فيكي بسهولة
حينها زفرت جنة بعمق ثم همست في استسلام
حاضر يا ماما حاضر ربنا يسترها
اليوم التالي صباحا
بالفعل عادت جنة لمنزلها تحاول بث الشجاعة في نفسها بالرجوع لذكرياتهم الرائعة سويا والتي تعطيها أمل دوما أن حبها في قلب عمار لن تقتلعه أي عقبات
كانت في المطبخ تعد الطعام كعادتها كما كانت تفعل دوما او بمعنى أوضح لتشغل نفسها عن التفكير فيما حدث وسيحدث
سمعت صوت الباب يفتح فعلمت أن عمار عاد من عمله أخذت شهيقا عميقا