رواية ليلة الزفاف قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر
مصر استقلت هدى سيارة وحدها الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه فهى تتحرك معهم كالماريونيت وفق اشارتهم
هدأت السيارات من سرعتها حاولت
تتبين ما هو خارج السيارة وجدت سور عالى جدا وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات استمرت السيارات فى السير لمدة 10 دقائق أخرى حتى وصلت لقصر هائل الحجم لم تتخيل هدى انه يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة
كانت تقف بعيدا لم تقترب منهم
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون باتجاهه عدد كبير جدا منهم الشباب والرجال والسيدات الكبار والصغيرات
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم أنه لم يكن أحد يعلم بشأن هذه العملية الجراحية وأنه قام بها فى السر بعدها بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيلا لم تقترب إلا بعدما أنهى الجميع سلامه عليه بعد ذلك علمت هدى أن الأمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده لأنه اكبرهم سنا
اتجهت خلف الخادمة لكن قبل أن تصل لباب القصر قابلتها الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج امرأة رائعة الجمال بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان الأزرق مفتوحة من الجمب
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة وجدتها تتجه لترمى
اقتربت منها الخادمة بخطوة وهى تقول
هاد الأميرة ليان زوجة الأمير خالد
كانت جميلة جدا كقطعة فرنسية لكن بهوية سعودية شعر اصفر طويل جسم متناسق تظهر منه معالم انوثتها بوضوح بالاضافة للمال والنسب والعائلة
من يتزوج مثل هذه المرأة لا ينظر أبدا لغيرها
غير أنه يبدوا سعيد برؤيتها أحضان وقبلات أمام الجميع
الابتسامة تملأ وجهه هو حقا سعيد برؤيتها
افاقت من أفكارها على هزة كتفها من الخادمة المحاورة لها وهى تشير للداخل وتقول
اتفضلى عشان تشوفى الاوضة بتاعتك
ردت ومازالت عينيها متعلقة بهم حاضر
بعدما دخلت من الباب وتعدته بعدة خطوات توقفت وقالت
إيش
مش وقت إيش خالص ارجعى بالشريط شوية لورا لما كنا واقفين قدام الباب
اااه قلتلك اتفضلى عشان تشوفى اوضتك
حلاوتك انتى مصرية
أيوة مصرية
الله يكرمك انتى كنتى فين من زمان وحشتينى
وحشتك ازاى يعنى
متخديش فى بالك ده موضوع كبير اوى وهبقى احكيهولك بعدين يلا ورينى الاوضة منين
تأمرى بحاجة تانية
بس كدة توصلينى هنا وبس
دى الأوامر اللى بلغنى بيها الأمير خالد وقال كمان أن أى
حاجة تطلبيها تنفذ فورا
طيب ممكن بعد اذنك تجيبيلى صنية صغيرة أقدم عليها علاج الامير عشان ميعاده قرب
حالا تكون عندك
ولو سمحتى أى حاجة منبهة قهوة شاى أى حاجة
نسكافيه ماشى
ماشى طبعا بس يكون بلاك
تمام بعد اذنك
ثانية لو سمحتى مقولتليش اسمك ايه
ذينب
اوكى يامدام ذينب
لأ ذينب بس من غير مدام
طيب ذينب بس
أثناء شرب النسكافيه كانت قد جهزت الجرعة الخاصة بالأمير من الحقن والأقراص وأيضا ارتدت ملابسها ارتدت زيها التمريضى وبالطبع تعمدت ذلك
خرجت من غرفتها وتوجهت للطابق السفلى فقد كان صوت الجميع واضح المصدر من أسفل
رغم دقات قلبها التى بدأت تتصارع إلا أنها صممت على مواجهة الموقف
عندما وصلت للدرجات السفلى من السلم المواجه لهم انتبه لها للجميع واصواتهم انخفضت وتوجهت انظارهم اليها وكأنها تعمدت أن تفعل ذلك لتقول للجميع انا هنا
وبالطبع لم يعجب خالد بهذا لا الموقف نفسه ولا الزى الذى ترتديه وبالطبع تعلق عين كل الشباب الموجودين بها فهى الزى يناسب جسدها ويوضح معالم جسدها بوضوح تبدوا شهية فيه وكان هذا رأيه فيها فى مصر ولاحظت هدى غضبه لكنها لم تفسر السبب
تجاهلته وهى تقول بينها وبين نفسها خليك فى اللى واقفة جمبك وشابطة فى دراعك دى
تمالكت نفسها فى لحظات ووجهت كلامها للأمير
أنا آسفة على المقاطعة بس ميعاد علاج حضرتك
اجليه ياهدى شوى الله يرضى عليكى
هنا رد خالد على والده
اجليه ! إيش هاد مو كان اتفاقنا على انتظام ادويتك
ثم أشار لهدى على باب مقابل لتتبعه وسند هو والده ليساعده على القيام من مكانه ودخول الغرفة
بعد أن أعطت الأمير علاجه كاملا قام ليعود لمجلسهم وقبل أن يخرج سأل هدى
كيف الحال هون ياهدى أبيكى مبسوطة
الحمد لله تمام
الحمد لله معكى ذينب إيش ما بدك بس خبريها
حاضر
اتجه خارجا يتبعه خالد وعندما وصل خالد للباب بعدما خرج
أبيه الټفت لهدى وقال
فى حاجات لازم نتكلم فيها ومن ضمنها اللى انتى لابساه ده اطلعى على اوضتك ومتخرجيش تانى غير لما اجيلك
ثم تركها خارجا وعادت هى لغرفتها تحت نظرات الجميع
مرة أخرى ولكنها لم تهتم اهتمت فقط بمن شعرت بغيرته منذ لحظات
المحزن أنها انتظرته طويلا حتى تعدت الساعة منتصف الليل ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار
المشكلة أن للأمير جرعة علاج الساعة الخامسة فجرا وهى حتى لا تعلم بأى غرفة هو وقد اعتمدت أن يخبرها خالد بذلك عندما يأتى لكنه لم يفعل
فى النهاية قررت الاستسلام والنوم لمدة ساعتين قبل الخامسة ووقتها ستتصرف
فتحت تيليفونها القديم ووضبطت ساعته ومنبهه رغم أنه بدون شريحة فقد قررت فى أقرب فرصة للخروج تشترى فيها خط سعودى
انزلقت تحت غطائها بعدما غيرت ملابسها بأخرى قطنية بسيطة للنوم وضعت رأسها على المخدة
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
معلش ياهدى هتلاقى البرينسيس الجميلة كانت واحشاه اوى طبعا مش ههيفتكرك اصلا انشالله تولعى انتى واللى خلفوكى
يتبع
لم تستطع النوم ولو للحظة ېقتلها التخيل ماذا يفعل الآن معها حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا الاتجاه لكنه رفض بشدة الانصياع لعقلها
الساعة تعدت الرابعة قامت وجهزت ادويتها وارتدت زييها وانتظرت لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف
فجأة سمعت طرقات خفيفة على الباب وقفت خلف الباب لتسأل
مين
تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده
تنفست الصعداء ثم فتحت له الباب
برافو عليكى لابسة وجاهزة ومستنية
أه مستنية الڤرج وبعدين ايه برافو عليكى دى بتكلم بنت اختك
أفندم
لا ولا حاجة كلمة وراحت ممكن يلا بقى عشان الوقت
اغلقت غرفتها وانتظرته ليتحرك أمامها وجدته يشير للدخول فى نفس الدور تحركت أمامه وهو خلفها
أنا مش عايزك تلبسى اليونيفورم ده تانى
نعم
كيف ما سمعتى
والبس ايه بقى أن شاءالله
حاجة من اللى جبتهملك معجبوكيش ولا ايه
أنا مشوفتهومش اصلا
نعم
نعم الله عليك انا مش محتاجة حد يجبلى لبس وجبتهم معايا لما لقيتك مصمم هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك غير كدة انا عندى لبسى
لم تشعر فجأة إلا ويد قوية أشدها جانبا وتثبتها فى الحائط سقط ما كان بيدها على الارض لكنه لم يهتم
لم يكن يفصل بين جسديهما غير مسافة ما يرتدى كل منهما أما وجهيهما فمسافة لا تتعدى السنتيمتر
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى ملامح الآخر لحظات مرت بصمت بينهما لحظات اختصرت مسافات ومساحات وأوقات قد يقضيها كل منهما
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع وهى من تداركت نفسها أولا همست قائلة
سيب ايدى
لم يرد عليها وظل على وضعه عادت تقول وعيناها بدأت تلمع بالدموع
ايدى بتوجعنى
دمعة واحدة انزلقت من عينها هى فقط ما افاقته عندها انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ابتعد عنها ببطئ وهو يحرر يدها
اخفضت عينيها فى الارض لتجمع شتات نفسها ثم رفعتها له مرة أخرى بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على الأرض كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه مضطربة
عندما اعتدلت أشار لها على باب مقابل لها وقال
ده جناح الأمير انا صحيته قبل ما اجيلك وهو مستنيكى دلوقتى وبعد ما تخلصى نامى عايزك تنامى وترتاحى ياهدى
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى بدأت تعدل من هندامها وهى تقول
ارتاح ! ارتاح ازاى فى مكان انت موجود فيه
استيقظت هدى على صوت زينب وهى تجهز لها طاولة الإفطار
صباح الخير
صباح النور ياانسة هدى
مدام انا مدام
أنا آسفة الامير خالد قاللى الصبح صحى الآنسة هدى الساعة 12
أنا عندى حل احسن لا أنسة ولا مدام هدى على طول
ده ممكن لو بينى وبينك لكن قدام أى حد لازم اديكى لقب
خلاص قولى يامس هدى
ماشى يامس هدى
قولنا قدام الناس بس
ماشى اتفضلى الفطار
إيه ده كله انا مش جعانة اصلا
مش جعانة ازاى انتى امبارح رفضتى العشا وقلتى مش جعانة والأمير خالد قاللى انك آخر مرة اكلتى كان سندوتش صغير اوى فى الطيارة
الأمير خالد الامير خالد ايه الحكاية
ماهو اصلا انا الميد الخاصة بالأمير خالد من أول ما جيت من مصر من 12 سنة كان ممنوع عليا اهتم بأى حد تانى غيره حتى لما بيسافر مبشتغلش كتير والأميرة ليان لها حد تانى غيرى
لكن الزيارة دى امرنى أنى اهتم بيكى والأمير الخاصة بيكى باخدها منه هو بس ويلا بقى متعطلنيش وراايا شغل والعلبة اللى هناك دى
الأمير خالد قاللى اديهالك اول ما تصحى
ماشى شكرا يازينب
بعد اذنك
تحركت من سريرها فى اتجاه العلبة فتحتها وجدت فيها تابليت ابيض صغير يكاد يكون أصغر تابليت رأته وجدت معه رسالة صغيرة فتحتها
ده ليكى موجود فيه خط سعودى وعليه
كل الخدمات حتى الانترنت وكمان عليه رصيد كفاية وخدمة دقايق لمصر تقدرى تفتحيه هو جاهز للاستخدام كلمى اهلك واطمنى عليهم
وضعته أمامها وجلست بجانبه هذا الشخص مستحيل فهو يهتم بأدق التفاصيل التى ينساها الكثير لبسى واكلى واهلى والبقية تأتى
لكن السؤال لماذا يهتم لهذه الدرجة
مر ثلاثة أيام والحال هو الحال تقضى هدى معظم وقتها فى غرفتها لا تخرج إلا فى مواعيد العلاج أو حتى أن أرسل لها الأمير فياض اذا أراد أى شئ حتى خالد تجنبها تماما طوال هذه الفترة لكن تصله أخبارها من ذينب التى أصبحت همزة الوصل بينها وبين كل شئ فى هذا المكان
تتصل بأخواتها كل منهم على حدا لتطمئن على أخبارهم بالتفصيل تحدثهم طوال الوقت واتس وفيس وبكل