عاملالي روحك بريئة ومصډومة ومش فاهمة حاجة
تشعر براحة مبدئية فيبدو ان الامور سوف تسير لصالحها اخيرا
وقف كريم في الحديقة الخارجية لفيلا عزمي الجندي ويفكر رغما عنه بمايا
بات لا يفهم سبب تفكيره الدائم بها
هل لأنها جميلة للغاية
لكنه عرف من هن أجمل منها
حينما شعر بأحد ما يقف خلفه
الټفت نصف التفاتة ليجد كارما خلفه تبتسم بعفوية
واقف هنا ليه
سألته محاولة منها لفتح الحديث معه ليجيبها قائلا
كريم...
افاق من شروده على صوت كارما تناديه ليهتف بها
نعم
سألته بتردد
هو انت ليه مشتغلتش مع باباك فشركته ليه اخترت تشتغل فالشرطة.
يمكن عشان بحب شغلي فالشرطة
اومأت رأسها بتفهم ثم قالت
هو انا مدايقاك بوقفتي جمبك ...!
هز رأسه مجيبا
ابتسمت ملأ فمها ثم قالت بسعادة جلية
كده بقى اتكلم براحتي
ابتسم بتصنع وقال
اها اتكلمي اكيد
تعرف اني معجبه بيك
اومأ برأسه واجاب بغرور
اها عارف اساسا الكل معجب بيا
مطت شفتيها بأستياء وقالت
مغرور ...
واثق من نفسي ....
قالها مصححا لترد بعفوية
وبارد كمان ....
انتي اد كلامك ده ....
في صباح اليوم التالي
الذي يعمل به كريم
دلف كريم الى مكتبه ثم بدأ يباشر عمله
ولج بعد لحظات صديقه عمر اليه
كان عمر صديقه المقرب وخازن جميع اسراره
جلس على الكرسي المقابل له وقال متسائلا بنبرة ساخرة
اخبار ليلة امبارح والانسة كارما
اجابه كريم وهو يتراجع الى الخلف
كويسة بس كارما دي طلعت دايبة فيا من زمان
بجد
سأله عمر بعدم تصديق ليهز كريم رأسه ويقول بجدية
ثم اردف بعدها
بس البنت طلعت ايه فرسة
غمز له عمر بعبث قائلا
وقعتها ولا لسه
اجابه كريم
لسه حاليا مش فاضي ليها
امال فاضي للانسة مايا
اومأ كريم برأسه ثم شرد يفكر بها ليسأله عمر بنبرة جادة
هو انت لسه مراقبها
طبعا... واخبارها بتوصلني اول بأول
هز عمر رأسه بتفهم ثم شرد هو الاخر بهذه الفتاة واهتمام كريم الغريب بها دونا عن غيرها.
امام المصنع الذي يعمل به سعد اوقف كريم سيارته
هبط منها مرتديا نظارته الشمسية ليطلب من احد العاملين هناك ان ينادي سعد
وبالفعل خرج سعد من المصنع بعدما ابلغه العامل بأن رجل يرتدي ملابس الشرطة ويركب سيارة حديثة للغاية يطلب مقابلته
تأمله سعد وهو يسير نحوه بملامح مندهشة فمن هذا الرجل الذي يريد مقابلته
معه بأمر خاص جدا
حاول سعد الامتناع عن مقابلته بحجة عمله وعدم سماح مدير المصنع له بترك العمل في هذا الوقت لكن كريم أخذ الاذن له من صاحب المكان
بعد حوالي نصف ساعة كان كريم يجلس امام سعد في احد ارقى الكافيهات في البلاد
اتفضل
قالها سعد ليرد كريم
طبعا انت مش عارفني يا سعد مش كده
سعد وهو يهز رأسه نفيا
الصراحة لا
تأمله كريم بملامح ساخرة قبل ان يهتف بهدوء مخيف
بس انا اعرفك عن طريق مايا خطيبتك
شدد على كلمة خطيبتك الاخيرة ليسأله سعد بتوتر
هو انت تعرف مايا منين
سأله كريم بنبرة ذات مغزى
قول انت ضابط زيي هيعرفها منين
صمت سعد ولم يرد ليكمل كريم
خطيبتك كانت متهمة عندي
رفع سعد رأسه فورا وسأله
متهمة بإيه
بالډعارة
جحظت عينا سعد بعدم تصديق قبل ان يكمل ببرود
مسكناها بشقة مفروشة هي وكم بنت
انت كداب
انا مش بكدب
صړخ به كريم ثم رما في وجهه المحضر الذي يؤكد ما قاله ليقرأه سعد بعدم تصديق قبل ان يسأل كريم بنبرة مرتجفة
طب لو هي فعلا متهمة خرجت ازاي
التوى فم كريم بإبتسامة باردة قبل ان يهتف بجمود
انا اللي خرجتها بعدما ما اتفقت معاها انها تكون ...وهي وافقت
حاول سعد استيعاب ما يسمعه فأن يسمع كل هذا عن خطيبته وزوجته المستقبلية امر لا يمكن تحمله
فتح كريم هاتفه وجعله يرى شريط فيديو يجمعه مع مايا
هطلت الدموع من عيني سعد وهو يشاهد خطيبته وحبيبته
انتهى الفيديو ليمسح سعد دموعه بأنامله بينما اعطاه كريم مناديل
ورقية ليمسح بها دموعه
رمى سعد المناديل بوجهه ثم انتفض من مكانه وانقض عليه ېصرخ به
انت السبب ليه عملت كده
دفعه كريم بعيدا عنه وهتف بنفاذ صبر
انت غبي ولا بتستغبي بقولك مسكتها بشقة
اشاح سعد وجهه بعيدا عنه محاولا ان يخفي دموعه التي تهدد بالهطول مرة اخرى
اما كريم فنهض من مكانه واقترب منه قائلا بنبرة خبيثة
اسمعني يا سعد انا عايز مصلحتك عايز اساعدك
انا
قالها وهو ينهض من مكانه بملامح مخيفة ليوقفه كريم بسرعة وقد انتفض قلبه لا اراديا ما ان سمع ما قاله سعد
الامور متتحلش كده
امال ازاي
صړخ به سعد ليرد كريم بهدوء غريب
هقولك
الفصل السادس
اللي بتطلبه ده شيء مستحيل ازاي تطلب مني اعمل كده
رمقه كريم بنظرات باردة قبل ان يقول بنبرة عادية
اللي بطلبه منك هو الصح انت اكيد مش ناوي تتورط بسببها فقضية تانية
تقصد ايه انت بتهددني
سأله سعد بنبرة عالية قليلا ليرد كريم بسرعة وصوت بارد
اشش اخرس خالص ومترفعش صوتك مرة تانية واه انا پهددك وافهمها زي متفهمها
ثم اردف بنبرة ماكرة
انا بحاول اساعدك واقدملك حاجات كتير كويسه مقابل انك تنفذ اللي بطلبه منك
وايه المقابل المهم بقى اللي هيخليني اعملك اللي انت عاوزه
قالها سعد وهو يتكئ على ظهر الكرسي ليبتسم كريم برضا قبل ان يرد
مليون
سأله سعد بعدم تصديق
مليون جنيه
صحح له كريم هازئا
مليون دولار
ابتلع سعد ريقه بتوتر وحيرة ما يعرضه كريم لا يمكت رفضه بأي حال من الأحوال ولكن كيف سيوافق عليه فما يطلبه كريم ايضا صعب للغاية.
تأمله كريم وهو يبدو عليه الحيرة وقلة الحيلة ليبتسم بخبث قبل ان يقول بنبرة قوية
مليون دولار تحققلك كل اللي بتتمناه تعيشك بأحسن مستوى بدل المرمطة اللي انت فيها
بس
قالها سعد بتلكؤ ليقول كريم بسرعة رادعا اي مجال للقلق او التردد قد يتولد لديه
مبسش فكر كويس يا سعد انا بضمنلك حياتك الجاية وبأمنلك اللي جاي زي منا اقدر اخد اللي انا عايزه منك بكل سهولة بس انا مش عايز اظلمك معايا.
عايز اخد وادي المقابل اللي يناسب اللي اخذته
لا كتر خيرك الحقيقة
قالها سعد بنبرة هازئة ليبتسم كريم ملأ فمه ويقول بمرح لا يليق به
قلت ايه بقى اظن مفيش عرض افضل من كده
هز سعد رأسه بشرود ليكمل كريم بإنتصار
نقول مبروك
جلست مايا بجانب نايا اختها الصغرى التي كانت تذاكر دروسها بتركيز شديد
تأملتها نايا بقلق فقد كان يبدو عليها الضيق والواضح والألم
سألتها نايا بقلق بينما كف يدها امتد لېلمس يد مايا الشاردة رغما عنها
مالك يا مايا شكلك بيقول انك مش كويسه
افاقت مايا من شرودها على سؤال اختها الغريب والذي جاء في محله لتجيبها بقلق ورغبة عارمة بالبكاء تجتاحها
قلقانة اوي يا نايا قلقانة وھموت من قلقي وخۏفي
طب ليه ايه اللي حصل
سألتها نايا بتعجب من هذه الحالة الغريبة التي تسيطر على اختها لترد مايا عليها بنبرة مترددة
حاسة انوا فيه حاجة مش كويسه هتحصل قريب قلبي بيقولي كده.
حاجة ايه
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بجهل
مش عارفة مجرد احساس وخلاص
قالت نايا بنبرة هادئة حكيمة
لو شايفة ان الجوازة دي هتأذيكي يبقى بلاش منها
سمعتا الاثنتان صوت والدتهما وهي تنادي على مايا قائلة
مايا حبيبتي تعالي ساعديني في ترتيب جهازك قبل مناخده شقة خطيبك
نهضت مايا من مكانها وتوجهت خارج الغرفة بخطوات ثقيلة ثم تقدمت نحو والدتها وبدأت تساعدها في ترتيب جهازها ...
في هذه الأثناء رن هاتفها فحملته لتجد سعد يتصل بها
ضغطت على زر الاجابة ليأتيها صوته
ازيك يا مايا
اهلا يا سعد انا
بخير انت ازيك
اجابها سعد
بخير الحمد لله
صمت لوهلة قبل ان يردف بصوت بارد
جهزتي نفسك عشان ننزل نختار فستان الفرح
اجابته مايا بملامح قلقة
اها جاهزة تحب ننزل امتى
اجابها بسرعة
بكره الصبح
تمام
اغلق سعد الهاتف في وجهها دون ان يودعها حتى لتستغرب كثيرا من تصرفه لكنها لم تعلق ولم تضع الموضوع في بالها.
في صباح اليوم التالي
على مائدة الطعام في منزل كريم كان كلا من منى والدة كريم وحسام اخيه يجلسان على
طاولة الطعام يتناولان فطورهما
توجه كريم نحويهما قائلا بنبرة مرحة خفيفة
صباح الخير
صباح النور
اجابه الاثنان قبل ان يهتف حسام بتعجب
شكلك رايق اوي النهاردة
ليرد كريم بخفة
انا رايق على طول
ويا ترى ايه سبب الروقان ده
سألته منى بجدية ليجيبها كريم بصوت عابث
وانا مش هكون رايق لي شغلي ماشي كويس جدا صحتي بخير عايش احسن عيشة والاهم من ده عندي ام قمر زيك
حبيبي
قالتها منى بدلال ليهمس له حسام
عرفت تاكل عقلها بكلمتين كالعادة
عيب عليك
قالها كريم وهو يغمز له لتهتف منى به فجأة
بقولك يا كريم ايه رأيك تجي معايا النهاردة للنادي نشوف كارما ووالدتها
هي جايه النادي النهاردة
قالها كريم وهو يمضغ طعامه لتهز منى رأسها وتقول مؤكدة
ايوه وانا اتفقت اني هقابلهم هناك
شعر كريم بالحيرة فهل يذهب لمقابلة كارما ويقضي
القليل من الوقت المسلي معها
وجد نفسه يرغب بمقابلتها ورؤيتها علها تنسيه قليلا مايا التي بات يفكر بها ليلا ونهارا
لا بأس يا مايا ستكونين لي قريبا
ها قلت ايه
افاق من شروده على سؤال والدته ليجيب
تمام هروح معاكي
ابتسمت الام بإنتعاش وقالت
خلاص قوم غير هدومك عشان نروح سوا
مش بدري اوي دلوقتي
قالها كريم وهو ينظر الى ساعته لترد الام عليه
لا طبعا مش بدري خلينا نلحق اليوم من اوله
نهض كريم من مكانه واتجه نحو الطابق العلوي وتحديدا نحو غرفته ليغير ملابسه تاركا والدته تبتسم بسعادة فيبدو ان ما تخطط لها يجري وبدقة.
خرجت مايا من شقتها واتجهت خارج العمارة بأكملها لتجد سعد في انتظارها
ابتسمت له بحب وتقدمت نحوه قائلة بصوت سعيد
صباح الخير
اجابها بإقتضاب
صباح النور
تعجبت من نبرته معها لكنها لم تعلق بل سارت بجانبه متجهان نحو السوق حيث سيشتريان فستان زفافها واشياء اخرى مما تحتاجه مايا قبيل زفافها الذي اقترب كثيرا
في احد المحلات وقفت مايا تنظر الى فساتين الزفاف بسعادة خفية لا تصدق أنها بصدد شراء فستان زفافها لقد حلمت بهذا اليوم كثيرا وتمنته كثيرا.
اخذت تقلب مايا الفساتين بإعجاب واضح اما سعد فكان يقف في احد اركان المحل يتابعها بملامح باردة لا توحي بشيء.
اخرجت مايا أحد فساتين الزفاف الذي نال اعجابها ثم توجهت به نحو سعد وسألته وهي تضع الفستان على جسدها
ها ايه رأيك حلو
اعتدل سعد في وقفته وقال بنبرة عادية
اها جميل
أقيسه
ايوه قيسيه
توجهت مايا نحو غرفة التبديل الملحقة بالمحل وارتدت الفستان
خرجت بعد لحظات امام سعد الذي تأملها للحظات بنظرات يملؤها الاعجاب لحظات قليلة واختفت نظراته تلك ليحل البرود محلها.
قال سعد بنبرة باردة
جميل اووي
ابتسمت مايا بغبطة وقالت برقة
يعني نشتريه
اها طبعا
اتسعت ابتسامة مايا بسعادة ثم ما لبثت ان عادت مسرعة الى غرفة التبديل وغيرت الفستان.
اما سعد فقد ملأ شعور الالم والحسړة قلبه كانت مايا اجمل مما تخيل بمراحل وهي ترتدي فستان الزفاف.
لقد حلم بها طويلا وتمنى ان يراها وهي ترتديه له وحده لكن القدر لعب لعبته معه وخذله كالعادة
افاق من افكاره الموجعة على صوت مايا تطلب