في بنت صغيرة برا عاوزة تقابل حضرتك شكلها مش مصرية و معاها شنطة سفر
حاملة فستانها الثقيل و تسير نحو الخارج و هي تتنفس
الصعداء
رغم شعور الإهانة القاټل الذي شعرت
به و هو يعاملها و كأنها خادمة بل هي بالفعل
خادمة لابنته ألم يخبرنا ان سبب زواجه منها
هو الاعتناء بالطفلة لكن ما أشعرها الارتياح
هو بقائها بعيدا عنه و هذا ماحمدت الله
كثيرا من أجله
ستتجاهله أجل سوف تحاول بكل الطرق الإبتعاد
لقد كان ان يغمى عليها منذ قليل و هو
يحدثها بهدوء فماذا سيكون حالها لو وقفت
أمامه و هو غاضب
فتحت الباب المقابل للجناح و دلفت للداخل
لتبتسم رغما منها من مظهر الغرفة الزاهية
بالوانها البيضاء و الزهرية التي بعثت بعض
البهجة و السعادة بداخلها
للغاية تنام بهدوء على الفراش إبتسمت
بتلقائية و هي تمرر أصابعها على وجنتها
الحمراء المكتنزة التي جعلت أروى تود
تقبيلها لكنها تمالكت نفسها لتتجه نحو
الخزانة حتى تغير هذا الفستان الثقيل
الذي تحملت إرتدائه عدة ساعات
جذبت الغطاء بعد أن تمددت بجانب
من عقلها جميع الأفكار التي تزاحمت فجأة
لتؤرق نومها متمتمة بداخلها أحسن الحمد لله
إنها جات على كده يارب يفضل زي ماهو
و خليه بعيد عني دايما
في الولايات المتحدة الأمريكية
رفع رأسه من على كتلة الأوراق التي تفترش مكتبه بإهمال مدلكا صدغيه بتعب منذ يومين و هو على هذه الحال لم يذق طعم النوم او الراحة يريد إكمال آخر جزء من هذه الصفقة حتى يعود للوطن فقد
فتح درج مكتبه ليخرج ظرفا كبيرا يضم صورها
جميلة جدا بل فاتنة حد الجنون كما تركها
ضحكتها الخلابة التي سلبت عقله منذ النظرة
الأولى لازالت كما هي لم تتغير
قبض على الصور بقوة و عيناه تزداد قتامة
من شدة الڠضب كلما تذكر ما فعلته به في
الماضي كيف خدعته بكل سهولة و مزقت
تحت قدميها بكل قسۏة و أنانية
نسيته بكل سهولة و أكملت حياتها و كأن شيئا
لم يكن و كأنه لم يكن موجودا في حياتها بينما
هو لا زال يعيش على ذكراها لم تغب عن تفكيره
لحظة واحدة مايزال يتذكر ذلك اليوم المشؤوم
الذي إكتشف فيه خداعها له تحت مسمى الحب
تنهد بصوت مسموع و هو يتفحص تلك الأوراق
عبدالله منصور رجل آخر يتقدم لخطبتها ليقوم
هو بابعاده
كما تعود منذ سنتين
ضحك بسخرية و هو يحاول ان يتذكر كم عدد
الرجال الذين أجبرهم على الإبتعاد عنها بمساعدة
فريد شقيقه وسيف إبن عمه رغم معارضتهما
لافعاله إلا أنهما في الاخر يرضخان لطلبه
لكن الآن إنتهى كل شيئ سيعود من جديد
لأجلها لأجل كرامته و رجولته لأجل قلبه
الذي فقده منذ خمس سنوات على يد طفلة
لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها سيعود
حتى يأخذ بثأره منها كما وعدها في آخر لقاء
بينهما فهو رجل و الرجال لا تنكث بوعودها ابدا
أشرق صباح جديد على قصر آل عز الدين
لتستيقظ تلك الجميلة ذات الشعر البني الحريري
و العينان الساحرتان مطت ذراعيها بكسل
قبل أن تتمتم بنعاس قائلة تروماي معدي على
جسمي مش سايب فيه حتة سليمة
حركت يديها على فراشها بحثا عن هاتفها
لتجده اخيرا تحت الوسادة فتحته لتشهق
دي الساعة عشرة جدي حيسمعني الموشح
بتاع كل يوم علشان بتأخر
رمت الهاتف ثم إتجهت مسرعة نحو الحمام
لتغسل وجهها و تغير ثيابها و تنزل للأسفل
حيث وجدت جميع العائلة محلقين حول
طاولة الإفطار كعادتهم كل صباح
هرولت إنجي نحو جدها تمسك بيده و تقبلها
قائلة بتلعثمصباح الخير يا جدو انا آسفة
عشان نزلت متأخر
أشار لها لتسير نحو مقعدها بجانب هشام
الذي كان يرمقها بنظراته العاشقة المعتادة
همست و هي تقطب جبينها بتعحب الظاهر
إني مش انا لوحدي إللي صحيت متأخر النهاردة
هشام بخفوت صباح الورد يا نوجة لا كلنا
صحينا متأخر متقلقيش داه حتى سيف
خرج من شوية بس
إنجي هااا و انا بقول ليه جدو مزعقليش
زي عوايده
هشام بابتسامة يلا إفطري عشان اوصلك
لكليتك في طريقي
زمت إنجي شفتيها بعدم رضا و هي تتذكر
كيف حرمها جدها من سيرتها منذ اسبوعين
بعد أن تجاوزت السرعة المحددة لها في إحدى
المرات و هي في طريقها للكلية بعد أن إستيقطت
متأخرة كعادتها و تم سحب رخصة سياقتها
بعدها تولي شقيقها فريد توصيلها إلى الجامعة
كل صباح لكنه اليوم عريس و لذلك كلف الجد
هشام بهذه المهمة و هذا ماجعله في غاية
السعادة حتى أنه كاد ان يقبل جده صباحا
لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة
خرجا بعد أن إنتهيا من تناول الفطور
فتح لها الباب بحركة نبيلة لتدلف إنجي السيارة غير مهتمة بذالك اللذي كانت عيناه لا تحيدان
عنها و كأنه لا يرى غيرها في المكان
في الطريق للجامعة إنزلقت إنجي بجسدها
لأسفل الكرسي قليلا قائلة بنعاس هشام ممكن
تحجزلي في أي أوتيل عشان عاوزة اكمل نومي و لما تيجي تروح المساء تعالي خذني في سكتك
ضحك عشام و هو يلتفت نحوها ليجدها
منكمشة على نفسها كقطة صغيرة تغلق عيناها
إستعدادا للنوم
هشام بضحك إنت حتنامي بجد و إلا إيه
مينفعش كده قومي و صحصحي داه إنت عندك
محاظرات دلوقتي
هزت أكتافها بكسل و هي تجيبه مش عاوزة
أروح الكلية حنام في المحاضرة و الله على فكرة المفروض مكنتش آجي عشان إمبارح الفرح
و انا فضلت سهرانة لوقت متأخر
هشام بتهكم و قد تذكر طلتها الساحرة التي
جعلته يشعر بالڠضب و الغيرة الشديدة من
عيون الحاضرين الذين كانوا ينظرون لها بإعجاب
و فضلتي طول الليل بترقصي
إنجي بسخطالله مش فرح اخويا
هشام و هو بحاول تهدأة نفسه اه فرح اخوكي
و اديكي النهاردة مصبحة في الكلية خليه
ينفعك بقى
إستقامت إنجي في جلستها ثم مسحت وجهها
تنشط نفسها قليلا قبل أن تلتفت نحو هشام
الغاضب ضيقت عينيها بمكر قبل أن تضع
يدها على يده الموضوعة فوق مقود السيارة
ليتنتبه لها هشام و يستدير نحوها دون أن ينبس
بكلمة
إنجي و هي ترفرف بأهدابها قائلة بدلالهشام
هشام بنبرة هائمة بعد أن سيطرت عليه بلمسة
بسيطة من يديها و نظرة من عينيها روح
قلب هشام
إنجي بخبث و هي
نحو الإمام كدلالة على حزنها مش عاوزة
أروح الكلية
إبتلع هشام ريقه بصعوبة
و هو يشعر بتعرق
جبينه رغم برودة الطقس ليهتف بصوت
متقطع ليه بس يا نوجة مش يمكن ععندك
محاضرات مهمة و لازم تحضريها
ملتفتة للجهة الأخرى من السيارة ليتنهد
هشام بيأس من دلالها الذي يكاد يذهب
بعقله فهو لحد الان لا يزال غير مصدق انها
الان تجلس بجانبه و عطرها الهادئ برائحة
الياسمين يملأ سيارته
هشام باحباط طيب خلاص يا نوجة متزعليش
أنا حاخذك الجامعة ساعتين بالكثير شوفي وراكي إيه و بعدها حاجي آخذك ثاني نتغدى سوى و نقضي بقية اليوم مع بعض عشان للأسف مش حقدر ارجعك القصر
إنجي و قد لمعت عيناها بسعادة لا قصر إيه
داه جدو يولع فينا إحنا الاثنين
بعد القليل من الوقت كانت سيارة هشام
تقف أمام كلية الإعلام التي تدرس بها إنجي
التي ودعته و نزلت متجهة نحو أصدقائها
أدار هشام سيارته الناحية الأخرى حتى يعود
أدراجه نحو المستشفى التي يعمل بها لكنه
لمح إنجي صدفة تقف مع شابين و فتاة قرب
الباب الخارجي للكلية
ضيق حاجبيه عندما لمح أحدهما يضع يده
على شعرها ليكز هشام على أسنانه پغضب
و يوقف السيارة فجأة حتى إحتكت العجلات
بالأسفلت مصدرة صريرا مزعجا أغلق باب
السيارة پعنف ثم أخرج هاتفه ليطلب رقمها
و عيناه مازلتا مثبتتان عليها حتى رآها تخرج
هاتفها من حقيبتها
إنجي بمزاح كنت عارفة إنك حيتغير رأيك
و تيجي تاخذني
توقفت عن الحديث عندما قاطعها بنبرة حادة
و هو ېصرخ پغضب مستنيكي برا خمس
ثواني و تكوني واقفة قدامي
حدقت إنجي بشاشة هاتفها بتعجب بعد
أن أنهى هشام المكالمة و هي تتمتم بصوت
خاڤت جدا مالوا داه
سألتها أحلام صديقتها في إيه يا إنجي
إنجي بلامبالاةو لا حاجة انا مضطرة اطلع
هشام مستنيتي برا حشوف عاوز إيه و أرجع
على طول تشاو مؤقتا
وصلت إلى سيارته لتجده متكئا عليها
و هو ينظر نحوها و هاتفه بيده إستقام
ثم أشار لها بركوب السيارة قبل أن يلتف هو
أيضا ليستقل مكانه و ينطلق
إنجي بحماس متناسية لهجته الغاضبة منذ قليل حتاخدني فين بقى
هشام بهدوء و هو يكتم غضبه بداخلهمين
الولد اللي كان بيمسحلك على شعرك من شوية
إنجي بعدم فهمولد ولد مين
إنكمشت مكانها حقيبتها عندما
صړخ هشام في وجهها و هو يضرب المقود
بهستريا الولد اللي كان واقف معاكوا من
شوية إنطقي إزاي تسيبيه يحط إيده عليكي
كده
إنجي بنبرة لينة تحاول مسايرتههشام عشان
خاطري إهدى
على المقودحقول لجدي و هو حيربيكي من
جديد حقله إن حفيدته المحترمة إنجي عزالدين
دلوعة العيلة واقفة مع شباب في الجامعة واحد
منهم حط إيده عليها انا لولا خاېف من الفضايح
اللي ممكن تحصل من الموضوع داه كنت
شهقت إنجي پخوف و صدمة و هي ترى
هشام إبن عمها الشاب الهادئ الرزين يتحول
إلى وحش غاضب مخيف
مساء
عاد صالح إلى قصر جده بعد غياب دام
سنوات ليستقبله الجميع بفرحة
مصدقة إنك خلاص رجعتلنا ياحبيبي انا كنت
حموت و اشوفك
اللي رافضة تجيلي هناك
سناء بتكشيرة بعيدة اوي ووحشة كان لازم
تختار أمريكا
صالح اديني رجعت اهو يا ستي المهم
متزهقيش مني بس
سناء بلهفةياخبر داه انا بفكر اجوزك
كمان زي أخوك
إنجي بمزاح إشرب ياعم الظاهر إن ماما
حاسبة حساب كل حاجة عاوزة تربطك هنا
بأي طريقة
صالحو انا موافق ياستي بس هو فريد
فين انا مش شايفه
سيف ما إنت عارف اخوك رجع الشغل
صالح و هو يهز رأسه من تصرفات أخيهلو مكانش عمل كده ميبقاش فريد
بقى الجميع يتجاذبون أطراف الحديث
قبل ان يستأذن صالح الصعود لغرفته ليرتاح
اخرج هاتفه من جيبه ليصل برقم ما بعد أن اتاه الرد قال تمام كويس جدا داه المطلوب
مكان هادي و بعيد عن الكل محدش يقدر يوصله
عز الطلب ماشي مع السلامة
رمى هاتفه على السرير تزامنا مع إبتسامته الشريرة
التي تسير كما يحب
في فيلا فخمة
تعود لمالكها ماجد عزمي
تحلقت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء
كعادتهم كل مساء
ماجد إيه اخبار الشغل يايارا
يارا بعدم إهتمام سبته
من يديه نعم إنت إتجننني دي