الأحد 29 ديسمبر 2024

روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد

انت في الصفحة 43 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

 


خاطب الشباب بنبرة حادة لا تقبل النقاش
_ مفيش حد بيدخل القصر ده من غير ما أعرف وأنا الي سمحت للبنات انهم يدخلوا ومش عايز حد يعترض على ده!
تبادلت الفتيات نظرات الإنتصار التي إستفزت الشباب وخاصة ياسر فهتف بإعتراض
_ بس 
قاطعه بحزم
_ انا قلت مش عايز اعتراض يا ياسر ودلوقتي هتطلعوا كلكم للجنينة لاني محتاج اتكلم معاكم وانتو خدوا راحتكم بالقصر ..

قال جملته الأخيرة مخاطبا الفتيات ثم إقترب من إبنه أحمد وهمس له بشيئ ما فأومأ له الآخر ثم إلتفت إلى يامن قائلا
_ تعالى انت معايا يا يامن.
تطلع إلى والده بإستغراب لكنه أومأ له


بطاعة عندما إستمع لهمس تلك التي مازالت تجلس مكانها على الأرض
_ أنا لسه محاسبتكش على لمسك ليا على فكرة.
رسم على ثغره إبتسامة ساحرة وهمس بدوره
_ هسيبك تحاسبيني زي مانت عايزة بس لما تبقي ليا يا روحي!
علقت الكلمات بحنجرتها بسبب ذلك الذي أحرجها بكلماته وغادر مع والده بعد أن غمز لها بنفس إبتسامته الساحرة تلك. حاولت محوها منعقلها وإقتربت من الفتيات اللواتي إجتمعن معا يفكرن فيما سيفعلنه إلى حين موعد تناول العشاء.
_ أمجد فين
تساءل عبد الرحمان وهو يجول بنظره حول الجميع فأجابه عدي قائلا
_ في اوضته مش عايز ينزل لانه لسه زعلان على صاحبه الي اتوفى.
هز رأسه بتفهم ثم خاطب رسلان بأمر
_ روح ناديله يا رسلان.
حاول الإعتراض لكن أكرم وكزه بخفة وأشار له بعينيه ليطيع أمره. إتجه إلى الداخل ووقف في البهو يستمع إلى صړاخ الفتيات السعيدات أوربما الشامتات بهم لظنهن أنهم طردوا من قصرهم بسببهن. إنتظر لثوان قبل أن تلاحظه إحدى الخادمات وتقترب منه متسائلة عن سببوجوده
_ اتفضل يا بيه في حاجة محتاج اساعدك فيها
أومأ برأسه قائلا بلباقة
_ ايوه ممكن تروحي لأمجد فوق وتقوليله يجي هنا لو سمحت
_ حاضر.
إبتعدت عنه لتلبية طلبه فوقف ينتظرها مكانه لكنه فوجئ ببدور تظهر أمامه بعد ثوان. ظن أنها تريد محادثته بشيء ما لكنه رفع حاجبيهبتعجب وهو يراها ترمقه بغيظ من صراخه عليها قبل قليل ثم تشيح بوجهها وتختفي عن أنظاره ثانية.
مط شفتيه باستغراب من تصرفها ثم رفع كتفيه بعدم إهتمام وأسند ظهره على الحائط واضعا أحد كفيه بجيب بنطاله منتظرا قدوم أمجد. مرت دقيقة عندما إستمع إلى صوت خطوات تسير بإتجاهه رفع رأسه ظنا منه أنه أمجد لكنه وجدها هي ثانية بنفس نظراتها الغاضبة وهذهالمرة كانت تحمل بيدها حقيبة الإسعافات الأولية.
عقد حاجبيه بحيرة من تصرفاتها الغريبة نظر إليها بتعجب حين مدت له يدها بالحقيبة لكنه فهم مرادها حين تمتمت
_ ايدك پتنزف من بدري مينفعش تسيبها كده.
نظر إلى كفه الذي كان ېنزف حقا منذ كسره للكأس ثم حول بصره إليها وجاهد لمنع إبتسامته من الظهور وهو يلتقط منها الحقيبة قائلا
_ شكرا.
أشاحت بوجهها متظاهرة بأنها لا تزال غاضبة منه رغم دقات قلبها التي لا تدري سبب تسارعها نظرت إليه من طرف عينها وهو يعقم جرحهويضمده لكنها لاحظت نصف إبتسامة صادقة ترتسم على شفتيه. إبتسمت هي الأخرى وإلتفتت إليه هاتفة بعفوية
_ ابتسامتك حلوة اوي على فكرة.
لاحظ مراقبتها له فمحى إبتسامته سريعا وعاد البرود يغلف وجهه وهو يواصل تضميد جرحه. تضايقت من ذلك وصاحت
_ هو انت مش بتحب تبتسم قدام حد ليه
أجاب ببرود وقد إنتهى مما كان يفعله
_ انت عارفة ليه ..
طالعته بحزن ثم إقتربت منه وأمسكت بيده التي كانت ټنزف قائلة
_ مهما كان السبب قوي الدنيا دي مبتستهلش نزعل عشانها ..
سحب يده ببطئ دون أن يتخلى عن بروده لكنها تابعت
_ طول مانت عايش لازم تبتسم ..
واصل هو إتخاذ الصمت جوابا فصاحت بغيظ طفولي
_ انت عارف انك لو مبتسمتش النهاردة انا هعمل ايه
 _ هعيط.
أشاح بوجهه عنها فأخفضت رأسها بيأس دون أن تدرك أنه الآن يبتسم على طفولتها وبشدة. رسم البرود على ملامحه ثانية عندما إلتفتإليها في اللحظة التي ظهر فيها أمجد وإقترب منهما بملامح حزينة.
إنتبهت بدور عليه فحضنته عند وصوله إليها وقالت محاولة التخفيف عنه
_ متزعلش يا جوجو هو دلوقتي في مكان احسن وعايزك تدعيله مش تزعل عليه!
جاهد لرسم إبتسامة صغيرة على شفتيه متمتما
_ ربنا يرحمه.
ثم حاول تغيير الموضوع قائلا
_ عملت ايه النهاردة
أجابت بهمس
_ كنت هتكلم مع ملاك بس 
تغيرت نظرته الحزينة إلى الإهتمام وقال بلهفة
_ بس ايه
طالعته بنظرات غريبة قبل أن ټنفجر في الضحك فجأة. عقد أمجد حاجبيه بإستغراب وتمتم
_ بتضحكي ليه
أجابت بخبث
_ مش ملاحظ انك من أول ما جبت في سيرتها نسيت صاحبك وبقيت ملهوف عليها
إبتلع ريقه بإحراج وقال
_ لا مش كده انا بس 
_ انت معجب بيها صح
نظر إليها بحيرة ثم تنهد قائلا
_ معرفش بس أنا حاسس اني مهتم بيها اوي عايز اعرف عنها كل حاجة أنا متأكد ان ورا وحدتها دي حكاية وعايز اعرفها ..
مطت شفتيها بتفكير وقالت
_ انا برضه حاسة بكده .. لما دينا اتكلمت
 

 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 97 صفحات