روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد
بحزم مصطنع
_ مفيش عندي حاجه اسمها مينفعش! انتي هتقوليلي بدور وأنا هقولك طنط كريمة تمام
أومأت لها كريمة بضحكة
_ حاضر!
وقبل أن تهم بالذهاب سمعت صوتا من خلفها يقول بحدة
_ بتعملي ايه هنا يا كريمة
إلتفتت لصاحب الصوت لتجده الإبن الأوسط لأحمد أخفضت رأسها باحترام وقالت
_ كنت بعرف الهانم اوضتها يا ياسر بيه.
_ حاضر!
نزلت وتركت بدور وحدها وهي تغلي من الڠضب على هذا المتعجرف رمقته بنظرات حادة
_ بتتكلم معاها كده ليه
رفع حاجبه الأيمن باستغراب وبعض السخرية
_ دي مجرد خدامه.
صاحت فيه پغضب
_ ولو! المفروض تحترمها مهما كان شغلها دي في عمر مامتك على فكرة!
رمقها بسخرية ثم ربت على رأسها بابتسامة ساخرة
أبعدت يده عنها پغضب ودخلت غرفتها وأغلقت الباب أمامه بقوة حرك يده على شعره الغزير بانزعاج ثم نزل إلى الأسفل حيث يجلسالجميع على تلك الطاولة المستديرة لتناول الغداء.
اقتربت منه وقالت بصوت عال
لم يجبها أحد وتواصلت الطرقات فشعرت بالڠضب وتجاهلته متجهة لخزانة أحلامها لتبحث عما سترتديه لكنها تفاجأت بصوت الباب يفتحوصوت رجولي خلفه يقول ببرود
_ يعني هنستنى جلالتك كتير عشان تجي تتغدي ونستنى كتير برضه عشان تفتحي الباب
يتبع
إلتفتت إليه بسرعة فوجدته رسلان أكبر إخوتها شعرت بالخجل لرؤيته لها هكذا فدخلت الخزانة واختبأت وسط ملابسها وقالت بإحراج
وضع يديه بجيب سرواله وقال بسخرية
_ وايه الفرق بيني وبين اي حد تاني
لم تجبه فأضاف ببرود وهو يخرج ويغلق الباب خلفه
_ على العموم اتمنى تخلصي بسرعه وتنزلي لاني جعان والكل مستنيكي من ساعه عشان نتغدى مع بعض.
أغلق الباب بقوة فخرجت من مخبئها وهي تشعر بالضيق من معاملة إخوتها الباردة لها وخاصة رسلان تأكدت من إقفال الباب ثم عادتلخزانتها وإختارت بنطال جينز ممزق قليلا عند الركبتين وبلوزة بيضاء اللون جمعت شعرها الأسود الطويل بتسريحة ذيل الحصان ثم وقفتأمام المرآة تأخذ نفسا عميقا وتحاول تشجيع نفسها بعد أن قررت العودة لشخصيتها المرحة التي تضعها قناعا لإخفاء آلامها والتي أحبها عليها جميع أصدقائها.
جاهدت لرسم إبتسامة مرحة على وجهها ثم جلست على كرسي شاغر بين والدها وشقيقها أمجد وهي تقول بمرح
_ سوري على التأخير بس أنا ضيفه هنا دلوقتي ومن حقي اتأخر صح
إبتسم لها والدها وهو يمسح شعرها
إبتسمت له بحب ثم جالت بنظرها على البقية كانوا ينظرون لها ببرود وسخرية بدأ شعور الخۏف يتملكها من نظراتهم فأخفضت رأسهاوشرعت في الأكل بهدوء.
قرب أمجد رأسه منها وهمس لها
_ انتي كويسه
نظرت إليه بتساؤل فعلل
_ جسمك بيرتعش.
_ خاېفه!
_ من ايه
_ من العيشه بين كل الرجاله دول.
إبتسم بمرح ليطمئنها
_ مټخافيش مفيش حد بياكل لحم البشر هنا!
ثم أضاف بجدية
_ احنا في عيلتنا مفيش حد بيثق في اي حد بسهوله بس لما يتعودو عليكي هتلاحظي انهم هيبقوا ناس تانيه معاك.
كان يحدثها بلطف ظنا منه أنه سيطمئنها لكنه بعث في قلبها الړعب أكثر واصلت تناول غدائها بهدوء لكن فضولها لمعرفة الكثير من الأمورعن هذه العائلة الغامضة تغلب على خۏفها فسألت جدها بصوت مسموع
_ هي تيته فين يا جدو
أجابها بلا مبالاة
_ ماټت.
حزنت قليلا عليها رغم أنها لم ترها من قبل إلا أنها جدتها أعادت نظرها لجدها الذي
كان يواصل تناول طعامه بلا مبالاة
_ انت مش زعلان عليها
_ وازعل ليه ده قضاء الله وقدره!
_ عارفه بس برضه اي حد لما يموتله حد بيحبه يزعل.
نظر إليها باستنكار
_ مين قالك اني بحبها
_ امال اتجوزتها ليه
أجابها بابتسامة تحمل بعض البرود
_ عشان تخلفلي ولاد!
نظرت إلى عينيه پخوف لتتأكد من أنها لم تسمع خطأ أ هذا هو جدها الذي بدا لها طيبا ومسالما للوهلة الأولى
بلعت ريقها ثم نظرت إلى عمها أحمد وهدأت قليلا لتسأله
_ وانت يا عمي
تطلع إليها باستغراب
_ ايه
_ مراتك فين
أجاب ببرود
_ إنتحرت!
توسعت عيناها پصدمة لكنها سرعان ما استوعبت ما قاله فسألت بفضول أكثر وخوف
_ ليه
_ لأنها زهقت من العيشه بين عيله كلها رجاله.
فتحت فمها پصدمة أكبر فواصل بمرح
_ فكك منها دي مريضه نفسيا اوعي تعملي زيها.
بلعت ريقها پخوف من أن يكون تفكيره كتفكير جدها
_ انت برضه محبتهاش
أجاب بسخرية
_ حب ايه الي بتتكلمي عنه يا بنتي الكلمه دي مش موجوده في قاموس عيلة العمري الستات بالنسبالنا مجرد وسيله للخلفه وشغل البيتبس.
وقفت من مكانها وصړخت پغضب
_ انت ازاي تسمح لنفسك انك تهيننا بالطريقه دي! انتو لسه عايشين في عصر الجاهلية والا ايه احنا بشړ