روايه انقطعت الخيوط رهف ونديم
من مجلسها مرة اخرى قائلة طب انا هروح اتكلم مع باباكى شوية فى الشغل على ما مراد يصحى و يفوق
و بعد ان تركتها و مضت باتجاه الداخل التفتت اليها مرة اخرى قائلة بكبر ااه و ياريت تبعتيلى قهوتى على المكتب
لتبتسم لها رهف بسماجة ثم تنهض لتذهب الى الداخل كى تطلب
لها القهوة لتصطدم بمراد فى طريقها حتى كادت ان ترتد ساقطة على الارض لولا ان تماسكت فى اللحظة الاخيرة ليقول مراد بجدية ابقى خدى بالك و انتى ماشية
مراد اومال عمى و تالا فين
رهف فى المكتب و كنت رايحة ابعتلهم قهوة تحب اطلب لك القهوة بتاعتك بالمرة
مراد ااه ياريت
و تركها و ذهب باتجاه غرفة المكتب و لكن رهف استحضرت شجاعتها و هتفت باسمه ليتوقف فى طريقه و يلتفت اليها متسائلا خير فى حاجة
رهف طلبت منك نتكلم سوا
لتنظر له رهف بتردد و تقول لأ خلاص مش لازم
ليمتعض مراد و يقول طب خلاص تعالى نقعد برة فى الهوا و قوليلى على اللى انتى عاوزاه على ما اشرب القهوة
رهف بوجل طب هطلب القهوة و احصلك
لتلحق به بعد دقائق قليلة و هى تقدم ساق و تؤخر الاخرى حتى جلست امامه فى صمت و هى تركز عينيها على اصابعها المتشابكة على قدميها ليقول مراد بفضول ها كنتى عاوزانى فى ايه
مراد ااه ايه المشكلة
لتمتد يد مراد ليتناول فنجان قهوته الذى احضرته احدى الخادمات و بدأ فى رشفها و هو ينظر بجانب عينيه لرهف التى قالت بدون مقدمات اولا انا عاوزة اشتغل
رهف انا يا مراد انا عاوزة اشتغل
مراد و عاوزة تشتغلى ايه
رهف بجدية انا معايا ليسانس حقوق و كمان ماجيستير فى القانون التجارى و مكملة الدكتوراة فى نفس المجال لكن عندى هوايتى اللى الكل بيشهدلى بيها من زمان و حابة انى انميها
مراد انا مش فاهم حاجة يعنى انتى دلوقتى عاوزة تشتغلى بشهادتك و اللا عاوزة تشتغلى بموهبتك
مراد ده اللى هو ازاى بقى ده حتى بيقولوا صاحب بالين كداب و صاحب تلاتة منافق و انتى غير الشغل اللى بتتكلمى عنه ده لسه عندك كمان الدكتوراة اللى لسه ماخلصتيهاش و اللى قلتى على الغدا انك عاوزة لما تاخديها انك تدرسى فى الجامعة
رهف بتردد ماهو ده الموضوع التانى اللى كنت عاوزة اكلمك فيه
رهف الموضوعين مرتبطبن ببعض
مراد بتنهيدة ازاى بقى
رهف بخصوص الدكتوراة عاوزاك تقنع بابا يسيبنى اكملها
مراد بدهشة و هو عمى مش عاوزك تكمليها
لتومئ رهف برأسها بحزن ليقول مراد ازاى و انتى قلتى
رهف انا قلت اللى قلته ده لمجرد انى ارد على سماجة تالا و كمان احنن قلب بابا عليا
مراد بفضول طب و ايه اللى خلى عمى يفكر فجأة انه يعمل كده
رهف بخفوت انت
مراد باستنكار انا انا عمرى ما اتكلمت لا معاكى و لا معاه فى الحكاية دى
رهف بخجل يخالطه شيئا من العتاب بابا متهمنى انى مهملة فى تعاملى معاك بسبب الدكتوراة
مراد بامتعاض مين اللى قال الكلام ده و امتى
رهف بحزن و هى تتلاعب باصابعها امبارح لما وصل و زعق معايا جامد انا بحب دراستى و بذلت فيها مجهود كبير و عمر ما حد اعترض عليها ازاى دلوقتى بعد ماخلاص مافاضلش غير كام شهر عاوز يحرمنى انى احقق حلمى اللى تعبت فيه على ماحققت اللى حققته و بعد ما خلاص قربت اوصل لنهايته
مراد بنوع من التعاطف ماتقلقيش بالنسبة لموضوع الدكتوراة انا هخليه يسمحلك تكمليها
لترفع رهف رأسها اليه و تبتسم ابتسامة خلابة قائلة بامتنان شكرا
مراد بس انا موضوع الشغل مش فاهم حاجة من كل اللى قلتيه و بعدين انا ما اعتقدش ابدا انك ممكن تقدرى تشتغلى و تتحملى مسئوليات الشغل و تبعاته
لتمتعض رهف من سماعها رأي مراد المبنى على عدم الثقة في قدراتها فما كان منها الا ان اغمضت عينيها برهبة مخلوطة ببعض التحدى و قالت بسرعة انا عاملة اتيليه من اربع سنين
مراد بعدم فهم عاملة ايه
لتفتح رهف احدى عينيها بحذر
و تقول على مهل اتيليه
مراد و بتعملى ايه بقى فى الاتيليه ده
رهف بدهشة بعمل الحاجة اللى طول عمرى بحبها بصمم موديلات
مراد و هو يحاول استيعاب مقصدها يعنى انتى بترسمى بس و اللا بتنفذى كمان
رهف و هى تزدرد لعابها الاتنين
مراد ببعض السخرية امممم و يا ترى بقى عاوزة حد يسوقلك الشغل بتاع الاتيلية ده
رهف بكبرياء الحقيقة لا انا محتاجة مكان اكبر