الأحد 29 ديسمبر 2024

مزيج العشق

انت في الصفحة 23 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

لو سمحت عايز 
البائع بإحترام تحت امر حضرتك لحظة واحدة
هاخد دي حلوة اوي دي يا حبيبي
قطب زين بين حاجبيه وأدار رأسه فهذا الصوت الأنثوى يعرفه جيدا وقد صدق حدسه 
تمام حبيبتي هناخدها في حاجة تانية عجباكي
زمت شفتيها بتفكير ثم رفعت رأسها لكي تجيبه لكن عينيها اتسعت في دهشة محدقة في هذا الشخص الذي يقف على بعد أمتار قليلة وينظر إليها وعيناه تعكسان مدى الازدراء الذي يشعر به تجاهها 
في حين أن الرجل الواقف معها يبدو في الثلاثينيات من عمره ومظهره الأنيق دليل رخاء معيشته 
لاحظ عينيها المجمدة على هذا الرجل الأسمر الوسيم الذي كان يقف بعيدا عنهما بقليل
حبيبتي في حاجة انتي تعرفي الراجل دا
نطقت بتوتر ازيك يا زين اخبارك ايه
زين ببرود الله يسلمك يا ريهام انا تمام
ابتسمت ريهام إليه وقالت بفخر وغرور احب اقدملك جلال الحديدي خطيبي من رجال الاعمال الكبار في البلد
ثم اضافت بإبتسامة دا الدكتور زين كان زميلي في الكلية
صافحه جلال بهدوء اهلا وسهلا اتشرفت بيك
زين بإحترام الشرف ليا
ريهام بخبث هو انت استقريت في مصر يا زين
لقد فهم ما قصدته عندما لاحظ أن عينيها موجهتان إلى يده اليسرى هو حقا لا يعرف كيف كان يحبها في يوما ما هي تختلف عنه في كل شيء ولا تناسبه من جميع النواحي لا حاليا مستقر في بلدي قنا واتجوزت هناك كمان
ريهام حلو مبروك ابقي خلينا نشوفك
اومأ اليها قائلا بفتور ان شاء الله
جلال فرصة سعيدة يا دكتور
زين ميرسي جدا
قال البائع يوجه حديثه إلى زين بعد اذنك يا فندم
زين معاك عن اذنكم
تركهم يسترسل حديثه مع البائع لكنه سعيد رغم كل شيء بما حدث الآن لأنه لم يشعر تجاهها بأي شعور لا كراهية ولا حب ولا حتى ألم وهذا يؤكد أنها لم تعد تشكل اهمية عنده ولا تترك أي أثر به مطلقا وأن تلك التجربة قد شفى من چراحها والفضل يعود إلى زوجته الشقية التي تسللت إلى قلبه لتقلب كيانه وحياته رأسا على عقب 
بينما ريهام تائهة في تفكيرها بزين لم يتغير فرغم كل ما حدث منها لكنه لم يسيء إليها فهي تعلم كم هو شهم وعالي الأخلاق 
إذ لم تكن مندفعة وإنساقت وراء تهورها في الماضي ربما كانت هي زوجته الآن لكن هذا هو قدرها وهي الآن سعيدة بحياتها ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا وتأمل أن يغفر لها في يوما ما على ما فعلته به 
جاء المساء بسرعة
كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم 
استدارت وسارت إلى مكانها بابتسامة حيث تري ابنتها تلون الرسومات غير الملونة بألوان جميلة حقا 
قالت
ناولتها الورقة تقول
بصوتها الطفولي رسمة ملك
كارمن بإعجاب الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني
مريم كارمن
استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث نعم يا ماما
ليلي ببشاشة بتعملو ايه
كارمن بإبتسامة حلوة تعالي شوفي ملك بتعمل ايه
اردفت وهي تري مريم تفرك يديها بإضطراب بس انا حاسه ان في حاجة عايزة تقوليها صح
خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم
همست كارمن وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة مين يا ماما!!
مريم عمك وولاده
فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب عمي اللي في الصعيد جه هنا
عندما رأت شحوب وجه ابنتها هتفت مريم بسرعة في محاولة لطمأنتها ايوه يا حبيبتي بصي هما عايزين يتكلمو معانا فإلبسي وتعالي نشوف عايزين مننا ايه انا هسبقك علي تحت وماتخافيش ادهم موجود معانا
بعد قليل في الاسفل
نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها كانت

في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن بعد كل هذه السنوات تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها
لن تنسى حزن والدها بسبب ڠضب والده عليه لأنه تزوج والدتها صحيح أنهم لم يتحدثوا عن هذا الأمر أمامها لكنها كانت تسمعهم يتحدثون عنه كثيرا بالخفاء وفي كل مرة كانت تري دموع والدها تتساقط بحزن كلما تذكر ڠضب والده عليه ورفضه رؤيته حتى عندما كان يحتضر أو هكذا اعتقدت أنها لا تعرف تماما ما كان يحدث 
وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سنا بسبب شيب شعره كان وقورا في جلسته لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جدا من ملامح والدها 
بالتأكيد هذا عمها الذي لا تذكر اسمه حتى وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون لكنها لا تسمع شيئا مما يقولون 
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها ودخلت برشاقة وخطوات متزنه عليهم 
فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها 
كارمن بهدوء مساء الخير
قام الجميع برد التحية
همس ماجد بصوت خاڤت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق
تمتم زين بحنق وهو يلكزه بخفة احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي
مدها يده لمصافحتها فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ شكرا لحضرتك
قهقه بدر بمرح ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي
أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل لكن عينيه على كارمن لم يرمش فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها 
أراد أن يصعد إليها منذ قليل لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها 
ادهم بثبات تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها توجهت بسرعة نحوه 
اضاف ادهم برزانه وهدوء اتفضلو استريحو
شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط وأنها تحت كنف مسؤليته فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورا بالحب الصادق ويجعله يدوم طويلا 
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد الذي قاطع كلماته قائلا بمرحه المعتاد وانا ماجد ابن عمك بشحمه ولحمه فاضلي السنه دي واخد ليسانس حقوق وابقي محامي
ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله ربنا يوفقك
حدق بدر في ماجد بتحذير ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن عمك بدر كان عايز 
قاطعها بدر قائلا بوقار خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر 
نهاية الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون حاجز مزيج العشق
ما زلنا في قصر البارون
بينما هم مجتمعون في الداخل 
نزلت نادين بغطرسة ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف والتي
نادرا ما يدخلوها 
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف 
أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست پصدمة وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا من الصعيد وايه اللي جايبهم هنا
مروة بحيرة علمي علمك يا هانم
نظرت نادين اليها في إزدراء ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة تقدمت نادين إلى الأمام بخفة تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ربما تفهم ما يدور من ورائها 
في الداخل
إستطرد بدر
حديثه بابتسامة لطيفة تليق به شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي وايه اللي جابنا من الاساس صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين 
تنهد بحزن وأضاف بشرح بعد مت محمد الله يرحمه ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه ومابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك ويرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد
كارمن خفضت عينيها وفركت يديها ببعض الحزن وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب 
بدر بعطف بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني
رفعت وجهها ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان

كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه ولما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه
بدر بأسف والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا 
تدخل أدهم في الحديث بحزم وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط
تنفس بدر بعمق حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته واستمر في حديثه كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا وتيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها وتتعرف علي عيلتها هناك
حاولت كارمن الاعتراض لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل مۏته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان وعاش في ندم سنين طويلة يا بنتي
ربت أدهم على ظهرها بحنان فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها وهي في حيرة حقيقية الآن لا تعرف ماذا تفعل ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق 
مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهمس بصوت خاڤت جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع
اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته 
بعد عدة ساعات في جناح أدهم
كانت كارمن جالسة على السرير شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدا إلى صعيد مصر بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر 
لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها فهو يبدو حنون للغاية ولكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه 
هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن بعد كل هذه السنوات 
غدا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 59 صفحات